“الناس ناموا، وامّحواحتى إذا ماتوا صحواقلبي إليهم منبلجْقلبي عليهم مختلجْمجرّحٌ، مجرّحُ.!>>>>قلبي قبورٌ فارغهْقلبي قبورٌ مُفرِحهْمَن لو يشاءْ..يأتي لكي أدفنه كجثةٍ مغسولةٍ وسائغهْقلبي قبور الفقراءْوالطبقات الكادحهْها قد أتاني أصدقائي مؤمنينْها قد أتوا إليّ باسمينْآمين للأموات في برد العرا، آمينْوالفاتحهْ.!”
“جرْسُ المنبّهِ صار في قلبي يدُقّْوصحوت أكسو بالخلايا هيكليوبداخليالحلم يهوي ثم يبعد ثم يبعد في السماحتى.يدِقّْونفضت أغطيتي، نظرت من النوافذ كي أرى ليلًا يفر من الوجودِ المقفلِمِن فوقِ فوقْلكنني حين التفتُّ إلى المنبه صار في قلبي سكونٌ في سكونٍ في سكونٍ قاتلِهل رن شيءٌ حين فارقتُ المَشاهد في المنام الآفلِ ؟ماذا سرىٰ في القلب برقًا تاركًاشقًّا.. وشقّْ ؟كان السؤال يلح لما رن جرسٌ في المنبه تاركًا قلبي يُهشَّم أسفليوالنبض يأتي من عميقٍبعد عمقٍبعد عمقْ.!”
“أتعهّد أنْ أتجسّدَ للمتقلّب في الظلمات كظلٍّ يفارقه مثلَ روحٍ، كروحٍ تفارقه لو يموتُ، كموتٍ يفارقه لو هوَىٰ في جحيمي، كمِثليَ حين أفارقه في العذابِ، كجسمٍ وثوبٍ يفارقه في احتراقاته وانعكاساته في عيون الملائكة العاكسَهْ.أتعهّد ألا أفارقه في الحياةِ، وأن أتخشّبَ لو سال طوفان نوحٍ، وأن أتمعطفَ في البردِ، أن أتثلّج في الحرِّ، أن أترقرقَ في اليابسَهْ.أتعهد أن ينمحي في القيامة ما سيُشار إليه بسهمٍ إذا بشِمالٍ أتَىٰ أَطْلَسَهْ.أتعهد أن ألمسَهْ.”
“الكون أبيض مثل بطن سحابةٍسارت إلى طرف السماءِ،تحدّرت في منحناها مثل قطرات الندى،سقطت على كفي ببطءٍ،واستدارت لي ببطئيالرمل أبيض حين ترسو فوقه سفن الشطوطْوالموت أبيض في أساطير السقوطْوأنا سواد محابر الأقدار أسكب كل شيئيداخلي سفر التكوّن قد تهاوىٰ،في المهاوَىٰقد تساوَىٰكل بدئيمرَّ خيطٌ ثم خيطٌ في يدي ليغوص في مقل العيون لكي ترىٰ الكونَ المَخيطْفإذا تشابكت الخطوط وأظلمتْ، يجتاحني ضوء الحنين لكل ضوئيكي أمر بثورتي بين التشابك تاركًا أشلاء جسمي في السماءِ معلقاتٍفي الخيوطْ.!”
“رقصةُ شِبْهِ السكون:للأرض وجهٌ قد خلامن كل إنسٍ كان يفسدُ،كان يعبدُفي الفؤاد النارَ،يُهلك حين يعبر عمرَه الحرثَ الحزينْللأرض وجهٌ كان يبصر كل إنسٍ قد مشىٰ يومًا عليه مظللاوالآن يرقد في لفائفَ من غضونْالآن جِذرٌ صار يضرب في الجلود وتحتها،والغصن يفرد عوده، ويراقص الأغصان رقصته التي التفّت بها الأشجارُ في شبه السكونْفي الأفق لعناتي وطاويطٌ ترفّ على المقابرِ،والمجازرِحين ألعنها وتلعنني إلى أبدٍ مضى متواصلالعْناتيَ السوداء حين وُلدتُ،مِتُّ،بُعثتُ من بين الغصونْ.!”
“عن جميع الناس أنّي لن أرَىٰ اللهْلن أراهُ أبدًاحتى إذا قامَ الجبلْوإذا شقتْهُ آبادُ المللْوإذا ما نثرتْهُ الريحُ يومًا في المُقلْوإذا ظل قرونًا يكتملْوإذا قيلَ له: كنْ، فامتثَلْلن أراهُ،لن أراهُ أبدًا في أيّ مرآهْ !!”
“ربما حين أُبعث في القيامة أخرج هذا الأطلس التشريحي بدلاً من كتاب حسناتي وسيئاتي، فالملعونون ليس لهم حسنات أو سيئات، فقط لهم تشريح، لهم أن يُشرَّحوا لا أن يُحكم عليهم، لهم أن يُوصَفوا لا أن يدينوا أو يُدانوا.”