“يقول التاريخ أن هناك رجالاً لم نعرف أسماءهم و لكننا رأينا اّثارهم , هم الذين أقالوا العالم الإسلامى من عثرته و أنهضوه من كبوته , إنهم الدعاة الربانيون المتجردون الذين عرفوا الحق , و استشعروا السعادة فى نصرته , إنهم العلماء الذى يوزن مداد أقلامهم بدماء الشهداء , إنهم جنود مجهولون فى هذه الدنيا , و لكنهم - غداً- أعلام شامخة فى ربى الخلد”
“ولولا لقاء الحجيج فى مكة ما عرف مسلمو “داكار” و”لاجوس” على المحيط الأطلسى أن لهم إخوة فى “إندونيسيا” و”الفليبين” على المحيط الهادى..!!أين التاريخ الذى يعرض هذا الكيان الطويل العريض فى نسق واحد”
“هؤلاء الذين يعدمون الأشجار عندنا هم آباء الأطفال و الشبان الذين يحتفظ كل واحد منهم بمسمار فى جيبهلكى يخربشبه السيارات و الجدران و يمزق المقاعد فى الأتوبيس و فى السينما . إنهم مخربون مدمرون و آباؤهم سفاحون للأشجار و إرهابيون للجمال”
“غايتي تنقية السنة النبوية مماا قد يشوبها ! و غايتي كذلك حماية الثقافة الإسلامية من ناس قيل فيهم : إنهم يطلبون العلم يوم السبت ،و يُدرّسونه يوم الأحد ، و يعملون أساتذة فيه يوم الإثنين . أما يوم الثلاثاء فيطاولون الأئمة الكبار ، و يقولون: نحن رجال و هم رجال !!”
“أريد أن أقول للمسلمين: إن قرآنكم هو المصدر الأول للاعتقاد الحق، وإن علوم الكون والحياة هى الشارح الجدير بالتأمل والمتابعة..وإن العظمة الإلهية تزداد تألقاً فى عصر العلم وإن التقدم العلمى صديق للإيمان، وخصم للإلحاد.وأريد أن أحذر المسلمين من منتسبين إلى العلم لا قدم لهم فيه، فليس فرويد أو دوركايم من العلماء، إنهم مفكرون مرضى ضلّوا السبيل، وليس ماركس وأتباعه علماء، إنهم كُهَّان جُدُد، استبدت بهم علل نفسية، وما كانوا يستطيعون السير لولا الفراغ الذى أتيح لهم من قصور المتدينين وتفريطهم فى جنب الله. العلامة الشيخ محمد الغزالى .”
“فقط أرغب فى قول أن السفهاء الذين يتكاثرون فى بلادى هم كل من يرضى بأن يكون سطحياً و فارغاً، كل من يستسلم لسطوة الجهل و التخلف،كل من يرضى بأن يكون تابعاً فى طابور الحياة و هو يملك أن يكون طابوراً بمفرده، كل من يمنح عمره لخدمة غيره دون معرفة بجوهر وجوده، كل من يبحث عن الحضور فى الزمن الذى فرض قانون: اخضع لتحظى بالمرور.”
“من الذى قال ذلك عن معنى السعادة ؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش فى قبو متواضع . المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار . صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها . السفر الذى يعلمنا حب النهر و حب الطمى و حب البحر و تفهم الرمال . إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة فى مرة نادرة من المرات التى أدلى فيها بحديث . قال :- إن السعادة هى أن أشرب كوب شاى .. مع صديق .. فى لحظة رضا و أنا كنت أحتسى كوب شاى صاف . تطفو على سطحه وريقات نعناع أخضر . مع جميلة كالحلم . فى راحة إيوان ظليل . فهل كنت أطمع فى المزيد ؟ لم اكن أطمع فى المزيد . فقط وددت لو يتوقف بنا الزمان على نحو ما . و لأن ذلك مستحيل فقد سألتها " أنلتقى هنا غداً ؟ " . و أجابتنى باسمة " لم لا ؟ " . فردَّدت روحى صدى الإجابة :- لم لا ؟”