“فقد كان إقتران أى فكرة فى مجتمعاتنا بشخص ما يجعل المؤمنين بها لسبب له علاقة بالموروث الثقافى يؤمنون بهذا الشخص ليجسد لهم الفكرة . فإذا ماإختفى الشخص أو ثبت لهم عدم أهليته للتقديس أو تم تحطيمه بأى صورة من الصور يفقد الناس إيمانهم ليس فقط بالشخص بل أيضا بالفكرة الأصلية”
“إن الحرية ليست حق الإنسان أن يتحول حيوانا إذا شاء، أو يجحد نسبه الروحى إلى رب العالمين، أو يقترف من الأعمال ما يوهى صلته بالسماء ويقوى صلته بالتراب، فإن الحرية بهذا المعنى لا تعدو قلب الحقائق، وإبعاد الأمور عن مجراها العتيد. بل الواقع أنك لن تجد أعبد ولا أخنع من رجل يدعى أنه حر، فإذا فتشت فى نفسه وجدته ذليلا لشهواته كلها، ربما كان عبد بطنه أو فرجه، وربما كان عبدا لمظاهر يرائى بها الناس، أو لمراسم يظنها مناط وجاهة، فإذا فقد بعض هذه الرغائب رأيته أتفه شىء ولو كان يلى أكبر المناصب، بل لو كان ملكا تدين له الرقاب.”
“البعض يستميت فى العثور على أى أخطاء أو عيوب قد تشوب غيره أكثر من سعيه وراء غاية حياته ذاتها أحيانًا .. قد يهدر كل ما يملك من وقت وفكر فقط ليثبت ملائكيته الأرضية ويضفى على ملامح الآخر رتوش شيطانية تليق بشخص جعل "ملاكًا" ما يكرهه بأى شكل كان .. عمدًا أو عفوًالو أننا، مثلا، لا نهلك بشريتنا الهشة بالكثير من الافتعال !فاحتمالية عمر بشرى واحد عابر أقصر من ذلك”
“مثل كل الحالمين اللذين ليس باستطاعتهم التوبة، تدخر أجمل ما فيك لذلك الشخص الوحيد. ومثل كل الخائبين اللذين لا حماية لهم، لا يكون الشخص الصحيح.”
“ربما حين أُبعث في القيامة أخرج هذا الأطلس التشريحي بدلاً من كتاب حسناتي وسيئاتي، فالملعونون ليس لهم حسنات أو سيئات، فقط لهم تشريح، لهم أن يُشرَّحوا لا أن يُحكم عليهم، لهم أن يُوصَفوا لا أن يدينوا أو يُدانوا.”
“ليس الناس على استعداد لدفع ثمن ما يطلبونه، وسواء كانوا يعلمون بذلك أو لا فالواجب يقتضي عدم الاستجابة لمطالبهم، حماية لهم، والتظاهر بالعمل على الاستجابة لهم كيلا يشعروا بالإحباط. هي لعبة التظاهر المتبادل بين الحاكم والمحكوم”