“لا تحزن : وانت عندك عينان و أذنان و شفتان , ويدان و رجلان و لسان , وجنان و أمن و أمان , وعافية فى الابدان .. (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)”
“إن فى الإنسان منطقة عجيبة سحيقة لا تصل إليها الفضيلة و لا الرذيلة، و لا تشع فيها شمس العقل و الإرادة، و لا ينطق لسان المنطق، و لا تطاع القوانين و الأوضاع، و لا تتداول فيها لغة أو تستخدم كلمة .. إنما هى مملكة نائية من عالم الألفاظ و المعانى .. كل ما فيها شفاف هفاف يأتى بالأعاجيب فى طرفة عين .. يكفي أن ترن فى أرجائها نبرة، أو تبرق لمحة، أو ينشر شذا عطر، حتى يتصاعد من أعماقها فى لحظة من الإحساسات و الصور و الذكريات، ما يهز كياننا و يفتح نفوسنا على أشياء لا قبل لنا بوصفها، و لا بتجسيدها، و لو لجأنا إلى أدق العبارات و أبرع اللغات ،،،”
“اسعد و اطمن و أبشر و تفاءل ولا تحزن”
“العرب كانوا و لا يزالون "فى الدم و القربى ذوى رحم.. و فى الطغيان و الاستبداد إخواناً"!”
“لا مفر للخلق من العبودية، و أنى لهم المفر و السماء فوقهم و الشرائع تحت السماء و القوانين تحت الشرائع و الرذائل تحت القوانين و الوحشية تحت الرذائل؟ فويل للمستضعفين الذين يفرون من كل فرجة بين المخالب و الأنياب و فى أرجلهم القيود الثقيلة، و ويل للإنسان الذى لا يكتفى بالله فى سمائه حتى يستعبد لصفاته فى أهل الأرض؛ فالجبروت فى الملوك و الكبرياء فى الحكام، و التقديس فى القوانين عادلة و ظالمة، و العزة فى القوة و ماذا بقى لله ويحك؟”
“متى يستوى الضدان فى الوجدلا يحدث ذلك الا حينما ترى التقليب فى محبوبك فاليوم له اسم و وصف و طبيعة و غدا له اسم و وصف و طبيعة فتكون النتيجة ان يذهب عنك حكمه و يستوى فى وجوده و افتقاده .. و هذا هو مصير الاشياء فى وجدان العابد فلا يصلح شئ منها ان يكون حبوبا .. و هذه اول درجة من استواء الاضداد فى الوجد و هو ان تشهد المعنى الذى به حمى الماء هو الذى به برد فاذا بلغت ذلك فقد استوى عندك فقد الاشياء و وجودها و لا يمكن بلوغ هذه الدرجة بالعلم .. و انما بالمعاناه”