“إن الحياة بحث عن التطابق بين الجانب النفسي من الحاجات و الجانب الخارجي من الحاجات . مثلا بين الحاجة للأكل و بين الأكل الذي على المائدة . لكن سقوط السبب الرئيسي و انهيار فهم الحياة يحدث تغيرا جوهريا في عملية البحث عن تحقيق التطابق . يتحول البحث من بحث يستهدف تحقيق التطابق بالممارسة العملية إلى بحث يستهدف الذات ( معرفة الذات أو البحث عن هوية مثلا ) . هذه بداية الانسحاب من العالم الخارجي اي اعتبار مواضيع الحاجات غير حقيقية .فالرغبة في العثور على الذات و معرفتها تقود الى مجموعة هائلة من الرغبات الجديدة نوعيا . الرغبة في الأكل مفهومة طبيعية ..... لكن الرغبة في معرفة الذات رغبة مجردة . إنني لا أعرف ما الذي أريده بالضبط ولا حتى كيف أصل إليه ( البحث عن السب الرئيسي مثلا يعني اني لا اعرفه بل ابحث عنه ) ...... تتميز ارغبات الجديدة بانعدام مواضيعها الملموسة في العالم الخارجي , إنها رغبات ذاتية تستهدف الحصول على شيء ذاتي و نفسي و غير محدد .”
“لو بحث الناس عن قواهم العقلية بحثاً جيداً و كشفوا عن الأفق الذي يفصل بين الأجزاء المضيئة و الأجزاء المظلمة و ميزوا بين ما يمكن فهمه و ما لا يمكن لاطمئنوا إلي جهلهم في الجانب المظلم و رضوا به و لاستخدموا أفكارهم و أبحاثهم في الجانب الآخر استخداماً أنفع و ابعث علي الاطمئنان … جون لوك”
“أريد من الطالب أن يظهر اهتماما و رغبة في البحث عن الجواب. أنتم تريدون أجوبة جاهزة و الحياة ليست هكذا”
“(من مسوغات العزل) الخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد، و الاحتراز من الحاجة إلى التعب في الكسب و دخول مداخل السوء. و هذا أيضاً غير منهيّ عنه، فإن قلة الحرج معين على الدين، نعم الكمال و الفضل في التوكل، و الثقة بضمان الله حيث قال: (و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، و لا جرم فيه سقوط عن ذروة الكمال، و ترك للأفضل، و لكن النظر إلى العواقب و حفظ المال و ادخاره – مع كونه مناقضاً للتوكل – لا نقول: إنه منهي عنه.”
“إن ظهور وازع الضمير عند الطفل (6-10), و ارتباطه بالجهد العنيف الذي يبذله للحصول على مزيد من الإستقلال عن والديه, يتضحان في وقفه الجديد من الدين. فهو عندما كان في الرابعه مثلاً كان يتقبل فكرة الله و يرتبط به على الأساس الذي يمليه عليه والداه. و لكنه حين يبداً في التباعد عن والديه و يأخذ في مناقشة سلامة آرائهما, و يتطلع إلى العالم الخارجي بحثاً عن سلطه جديده يستلهمها الرأي السديد, فمن الطبيعي أن يحل الله -إلى حد ما- محل أبيه بوصفه السلطه العليا.لذا فإن حاجته النفسيه لأن يحدد الفرق بين الخطأ و الصواب تحديداً قاطعاً, تجعله مستعداً, بل سعيداً لأن يتقبل تعاليم الدين”
“ينتج قصر النظر عادة عن انقباض عضلات العين . من الناحية النفسية تشير هذه الحالة ضمنياً إلى الرغبة في الانكماش و الانسحاب و التراجع . و قد يكون السبب أن المستقبل يبدو مخيفاً او مربكاً فتشعرون بأمان اكبر في التركيز فقط على الحاضر. يرافق قصر النظر في الكثير من الحالات بشخصية منطوية أو خجولة ، هادئة و منعزلة . و لكن قد يتمتع الشخص بحياة داخلية غنية جداً وواسعة الخيال .”