“أتذكر، حين جاء جمال لخطبتي، حين حدث أبي، وحين ارتبك أمام سؤاله الذي لم يكن مفاجئا، السؤال المتوقع الذي يسأله أهل أي عروس: من وين بتعرف البنت؟!ارتبك الحزين!! قال لي إن السماء سقطت على رأسه، وبعج قليل عرف أنها كانت ممتلئة بالغيوم. هكذا كان يستعيد الحكاية ويضحك: غرقت في ماء لم أر مقله يا آمنة، لا، ليس عرقا، لو كان عرقا لأحسسته يتسلل من تحت ثيابي، لكنه كان يأتي من تحتها ومن فوقها.. قال له: وتحبها أيضًا!وتجرأ الحزين وقال له: وهل على الرجل أن يتزوّج المرأة التي يكرهه؟! - بتتمسخر عليّ؟ّ هكذا صرخ أبي في وجهه. بتتمسخر عليّ؟ ما في عندي بنات للزواج.”
“من ذا الذي - يابنيتي - يصدق أن المرأة يتم جمالها إلا إذا كان الرجل هو مرآة ذلك الجمال، ومن ذا الذي يصدق أن الرجل يمكن أن يكون لجماله معنى، لو لم تأت المرأة لتضع فيه ذلك المعنى؟ وهل أثبت جمال ليلى وفتنة سحرها سوى مجنونها؟ وهل كان ل شيرين أن يتألق في الدنيا حسنها لو لم ينعكس إليها تاج خسرو وسلطانه!.وهل سمع أحد في الناس أن زهرة قد افتتنت بالزهر أو أن بلبلاً غنى فوق أعشاش البلابل؟”
“لم يكن لدى إبسن أي شئ ضد الاضطهاد لأنه يقول مالذي يمكنه أن يوقظ فينا حب الحرية؟..عندما علم بأن الجيش الإيطالي حرر روما لم يكن مسرورا بشكل خاص, وقال علي أن أعترف بأن النضال من أجل الحرية هو الشئ الذي يعجبني من الحرية, الحصول على الحرية لايهمني. تعليقي : هكذا يفكر الإنسان الذي يعيش في الحرية, ولاأعرف إذا كان إبسن سيفكر بالحرية لو أنه في مثل ظروفي؟!!”
“هل كان من الممكن أن نتجاهل كل ذلك؟ وأي مساحة كانت تبقى لحياتنا؟ أي مساحة تركت لنا لندير عليها معاشا؟ ومن الرجل الذي تسمح له كرامته أن يحصر نفسه في ذلك الحيز ولا يحاول دوما أن يوسع حدوده؟ ومن المرأة التي لا ترى واجبها في مساعدته؟”
“- لم على المرأة وحدها أن تقدم التضحيات ؟ لم لا تقدمون أنتم التضحيات قليلا ..- و من قال أن الرجل لن يضحي .. سيضحي الرجل حين يعمل ليل نهار كي لا تحتاج أسرته شيئا .. سيضحي حين يكد هو في العمل كي ترتاح هي في البيت .. أليست هذه تضحية ؟ و هي تهيئ له أسباب النجاح و تريحه و تسعده كي ينجح و يرتقي .. ألا يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة ..- لم على المرأة أن تكون وراء الرجل ؟ لم لا تكون هي بنفسها عظيمة - لأنه لا فرق بينهما .. في الزواج يصبح الاثنان شخصا واحدا .. لو كنت تزوجت لفهمت ما أقصده ..”
“تحت دقات و أجراس الساعة, التي كانت تحسب الإيقاع الذي كان, تحت قانونها الوقتي, يتطور مسلسلا مظلما من معاني الاستمرار و من هدف غير متوقع. حبكة ما كانت تخص وجودها و التي كانت تبدو أنها تنظم نفسها من وراء ظهرها. لم يكن من خلف ظهرها تماما, و إنما في الجزء الأكثر ظلمة في حياتها.”