“عن رجل من بنى عامر قال : لقيت المجنون عند قفوله عن البيت الحرام فقلت له ويحك ! استشعر الصبر , واستبق مودة الحبيب بكتمان الحب .واعلم انك لا تصل الى الحبيب الا بالستر ونفيك الشُّنعة فإن التهتك يقطع مواد الغبطة وليس للمهتوك أُلفة والمستور طويل مدة الغبطة فكان من جواب المجنون ان قال : إن الغواني قتلت عشاقها ياليت من جهل الصبابة ذاقهافي صدغهن عقارب يلسعننا ما من لسعن بواجد ترياقهاإن الشقاء عناق كل خريدة كَالْخيْزُرَانة ِ لا نمَلُّ عِناقَهَابِيضٌ تُشبَّهُ بِالْحِقَاقِ ثُدِيُّهَا من عاجة حكت الثدي حقاقهايدمي الحرير جلودهن وإنما يُكْسَيْنَ مِنْ حُللِ الْحرِيرِ رِقَاقَهَازَانَتْ رَوَادِفَهَا دِقاقُ خُصُورِهَا إ ني أحب من الخصور دقاقهاإنَّ الَّتِي طَرَقَ الرِّجَالَ خَيَالُهَا ما كنْتُ زائِرَهَا ولا طرَّاقَهَا”
“أمر على الديارِ ديارُ ليلى..أقبل ذا الجدار وذا الجدار وما حب الديار شغفن قلبي..ولكن حب من سكن الديار”
“يا ليت هذا الحب يعشق مرة . . فيعلم ما يلقى المحب من الهجر”
“تداويت من ليلى بليلى عن الهوى كما يتداوى شارب الخمر بالخمر”
“ألا أيّها القلب اللجوج المعذّل أفق عن طلاب البيض _إن كنت تعقل!أفق؛ قد أفاق الوامقون وإنما تماديك في ليلى ضلالٌ مضلّلسلا كلّ ذي ودٍّ _عن الحبّ_ وارعوى وأنت بليلى مستهام موكّلفقال فؤادي: ما اجتررت ملامةً إليك؛ ولكن أنت باللوم تعجلفعينك لمها؛إن عينك حمّلت فؤادك ما يعيا به المتحمّل!لحا الله من باع الخليل بغيره فقلت: نعم، حاشاك إن كنت تفعلوقلت لها: _بالله ياليل_ إنني أبرُّ، وأوفي بالعهود، وأوصلهبي أنني أذنبت ذنباً علمته! ولا ذنب لي ياليل؛ فالصّفح أجملفإن شئت هاتي نازعيني خصومةً وإن شئت قتلاً إن حكمك أعدلنهاري نهارٌ طال؛ حتى مللته وليلى _إذا ما جنّني الليل_ أطولوكنت "كذئب السوء" إذ قال مرّةً لبهم: رعت _والذئب غرثان مرمل_:ألست التي من غير شئٍ شتمتني؟! فقالت: متى ذا؟! قال: ذا عام أوّلفقالت: ولدت العام؛ بل رمت كذبةً فهاك فكلني _لا يهينك مأكل!وكنت "كذبّاح العصافير" دائباً وعيناه _من وجدٍ عليهن_ تهملفلا تنظي ليلى إلى العين وانظري إلى الكفّ؛ ماذا بالعصافير تفعل؟!”
“ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَاالحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعاطُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه لقد نفى الله عنه الهم والجزعابل ما قرأت كتاباً منك يبلغني إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَاأدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني حتى إذا قلت هذا صادق نزعالا أستطيع نزوعاً عن مودتها أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعاكَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ ولو صحا القلب عنها كان لي تبعاوزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعاإِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها مني التحية إن الموت قد نزعاأمات أم هو حي في البلاد فقد قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا”