“وجاءت حياتنا الفنية انعكاسا لهذه النظرة الشاملة، التي تعلي من شأن الخارج علي حساب الداخل فالمعيار يهبط عليك من علٍ ولا ينبثق من طويّتك، فكانت الأولوية في حياتنا الفنية كلها بوجه عام هي لسلامة الشكل لا لحيوية المضمون فالرسوم أشكال هندسية، والقصائد تفعيلات موزونة. وتسربت هذه "الشكلية" إلي مناشط الحياة جميعاً. فما دمت قد حافظت علي الشكل المقبول _عند القانون أو الشرع أو العرف_ فقد أديت واجبك، بغض النظر عما ينطوي عليه هذا الشكل من لباب الفعل نفسه وما يؤدي إليه من نتائج ضارة أو نافعة.”
“لا نشاط ابداعي يرتجي من شخص قد حطته ضغوط الحياة من عل ِ أو طحنته ظروف العمل ، أوهضمه الفقر وامتصه المرض وأعيته هموم الحياة ، أو كان هذا يحدث لعزيز لديه ، فعندما يلقي شبح الضغوط بظله الثقيل علي المبدع فلا مناص من أن تٌطـْلَـَق سرينة الطوارئ لتعلن عن أهمية وضع الأولوية القصوى للتفرغ لحل الضغوط والمشكلات الحياتية وذلك بلا شك علي حساب الإبداع .”
“من اللحظة التي طُرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب الى المآساة ، فهو لا يستطيع أن يكون بريئًا كالحيوان أو الملاك ، إنما كان عليه في أن يختار في أن يكون خيّرًا أو شريرًا ، ، باختصار أن يكون إنسانًا ، هذه القدرة على الاختيار بصرف النظر عن النتيجة ، هي أعلى شكل من أشكال الوجود الممكن في هذا الكون .”
“رسائِلنا الصادقة هي التي نكتبها مِراراً ، ثم نُعدل فيها ألف مرة قبل إرسالها ، وبعد أن نتيقن أنه هذه هي (الصيغة الملائمة) .. نُعيد قراءتها ونبتسم ولا نقوي علي إرسالها ، أحياناً لخوفنا من ردة الفعل ألا تكون علي قدر "الحدث" ، أو نكون نحن من بالغنا في تصوير دواخلنا لمن لا يأبه بها !”
“الأيام التي أنا فيها الآن خشبيّة الشكل ، جافة ، وخالية من الحياة ، وقابلة للاشتعال في أي ومضة حنين”
“النفس لا تترك محبوباً إلا لمحبوب أعلي منه، أو خشية مكروه حصوله أضر عليها من فوات هذا المحبوب، وهنا يحتاج صاحبه إلي أمرين إن فقدهما أو أحدهما لم ينتفع بنفسه:أحدهما: بصيرة صحيحة يفرق بها بين المحبوب و المكروه، فيؤثر أعلي المحبوبتين علي أدناهما.والثاني: قوة عزم وصبر يتمكن به من هذا الفعل والترك، فكثيراً ما يعرف الرجل قدر التفاوت، ولكن يأبي له ضعف نفسه وهمته وعزيمته علي إيثار أشياء لا تنفع من جشعه وحرصه ووضاعة نفسه.”