“لقد باد حكام المغول في الهند، ولم تبق غير السيرة والأثر، لكن المدهش أن سلسال الحرفيين المسلمين المتخصصين في تطعيم الرخام بالأحجار الملونة الكريمة وشبه الكريمة لم ينقطع أبدا منذ أتوا إلى "أجرا" لتشييد تاج محل، فما زال أحفادهم يحفظون سر الصنعة البديعة ويرصّعون صفحات المرمر بزهور خرافية الجمال في ورش تطعيم الرخام.”

محمد المخزنجي

Explore This Quote Further

Quote by محمد المخزنجي: “لقد باد حكام المغول في الهند، ولم تبق غير السيرة… - Image 1

Similar quotes

“عند نقطة البداية، في اليوم الأخير من أيام استطلاعنا، توقفتُ حائرا، ورائي بوابة الهند وأمامي فندق تاج محل. وأظن أنها الحيرة التي تنتاب كل من يريد الكتابة عن الهند أو جزء منها، أو حتى جزء من الجزء. فمشكلة الكتابة عن الهند تكمن في غناها الفاحش بما يُدهش ويكون جديرا بالكتابة، فكل خطوة في الهند عالم من المُدهشات، وكل لحظة أعجوبة، والرغبة في الكتابة عن كل شيء يمكن أن تجعلك لا تكتب شيئا.”


“تاج محل تحفة، وقصة، وموقف فلسفي وجدت نفسي أتساءل خلاله: ترى ما هو الامتحان الأعمق للحب، أن تصطفي من تحب ليكون إلى جوارك في صخب الحياة؛ أم في سكينة الموت؟”


“هتفتُ: "يا الله!" وأنا أقف - بعد أن عبرت البهو وانعطفت إلى المدخل - في مواجهة تاج محل. إنه شيء آخر، مختلف تماما عن كل الصور التي رأيتها، برغم جودة معظمها الفائقة. إنه إحدى عجائب الدنيا السبع بحق، والأعجوبة فيه لا تكمن في دقة معماره وكمال تناسب أجزائه والصفاء المطلق لبياضه المقدود من المرمر الخالص. لا، الأعجوبة في الإحساس به عند مشاهدته، فقد أحسست حياله وكأنني في حلم، وكان لديّ هاجس خافق بأن هذا المبنى البديع الضخم خفيف ومسحور إلى درجة أنه يوشك على الارتفاع والطيران والاختفاء في صفاء زرقة السماء أو التلاشي في بياض السحب.”


“ويبدو أن الحرية تمنح الأرض - حتى الأرض - والناس جمالا، فبرغم ما يقال عن أن راجستان هي أكثر ولايات الهند فقرا، فإنني لم أر الفقر الذي يعني لديّ ضآلة الأرواح وانطماس الوجوه والضوضاء والقذارة. لا شيء من ذلك في راجستان، برغم أن نحافة الأعواد أكثر، ورقة الحال أشد.”


“بوشكين مات مقتولا، ودستويفسكي حالت بينه وبين الإعدام لحظة، وتولستوي قضى نحبه كحفنة من عظام على رصيف محطة مهجورة بعد أن زهد زخرف العالم، وتشيخوف نهش الدرن رئتيه، وليرمنتوف ضاع في مبارزة، وجوركي أطلق على نفسه الرصاص في شبابه ليوقف تدمير البؤساء لأنفسهم. أي عنف واجهه صناع الجمال هؤلاء أو وقعوا في براثنه؟! لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف - وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءا ووداعة - ولاحظتُ شيئا غريبا فاتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيدا من العزلة عن عنف العالم الصعب، وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.”


“الذي أدريه الآن يقيناً، أن من يصعد إلى هذا المرتقى يوماً، لا يعود كما كان من قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبداً إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنوناً، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه بشر أو لم يلوِّثْه بعد.”