“لقد باد حكام المغول في الهند، ولم تبق غير السيرة والأثر، لكن المدهش أن سلسال الحرفيين المسلمين المتخصصين في تطعيم الرخام بالأحجار الملونة الكريمة وشبه الكريمة لم ينقطع أبدا منذ أتوا إلى "أجرا" لتشييد تاج محل، فما زال أحفادهم يحفظون سر الصنعة البديعة ويرصّعون صفحات المرمر بزهور خرافية الجمال في ورش تطعيم الرخام.”
“لم تبق في عينيها دمعة تذرفها , تركت العربة الأخيرة المحطة ولم يبق لها غير الإنتظار , هل يجديها ذلك ؟”
“عند نقطة البداية، في اليوم الأخير من أيام استطلاعنا، توقفتُ حائرا، ورائي بوابة الهند وأمامي فندق تاج محل. وأظن أنها الحيرة التي تنتاب كل من يريد الكتابة عن الهند أو جزء منها، أو حتى جزء من الجزء. فمشكلة الكتابة عن الهند تكمن في غناها الفاحش بما يُدهش ويكون جديرا بالكتابة، فكل خطوة في الهند عالم من المُدهشات، وكل لحظة أعجوبة، والرغبة في الكتابة عن كل شيء يمكن أن تجعلك لا تكتب شيئا.”
“إن الواجب علينا أن نجتهد في رفع مستوى الحوار ولغة التخاطب وأخلاقيات التعامل إلى أسمى ما هو ممكن ، والمثل الأعلى لدينا هو التعليمات الربانية في محكم التنزيل ، وفي النطبيقات النبوية الكريمة ..”
“تاج محل تحفة، وقصة، وموقف فلسفي وجدت نفسي أتساءل خلاله: ترى ما هو الامتحان الأعمق للحب، أن تصطفي من تحب ليكون إلى جوارك في صخب الحياة؛ أم في سكينة الموت؟”
“إن الناظر في الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة "الحكمة" يجد أنها ما اقترنت بذكر "الكتاب" إلا كانت تالية له، وكأن في ذلك إشارة إلى أن الحكمة بما فيها مفاهيم ونظر كلي لا يصح أبدا أن تتشكل خارج مبادئ الكتاب ومعطياته الكبرى؛ إنه القيم والمهيمن عليها، وليس في ذلك حد من عطاء الحكمة وانطلاقها، ولكنه إمساك بها كي لا تفقد اتجاهها ومحورها”