“ينتج قصر النظر عادة عن انقباض عضلات العين . من الناحية النفسية تشير هذه الحالة ضمنياً إلى الرغبة في الانكماش و الانسحاب و التراجع . و قد يكون السبب أن المستقبل يبدو مخيفاً او مربكاً فتشعرون بأمان اكبر في التركيز فقط على الحاضر. يرافق قصر النظر في الكثير من الحالات بشخصية منطوية أو خجولة ، هادئة و منعزلة . و لكن قد يتمتع الشخص بحياة داخلية غنية جداً وواسعة الخيال .”
“إن الصفح عن الأخر يسلبه أي قدرة و سلطة . يزول الخوف و لا يعود باستطاعة ذلك الشخص أن يجرحنا و يؤلمنا”
“الاكتئاب رغبة غير معلنة في الحصول غلى الاهتمام و الحب . لكنكم أنتم من عليهم بذل الجهد للقيام بالخطوة الأولى . و يشكل التمرين البدني مكوناً أساسياً للحل ، إذ كلما زادت حركة المفاصل و العضلات، زادت قدرة مشاعركم غلى التعبير عن نفسها .”
“و احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب و آلاف الليالي من الخلوة و التأمل و الحوار مع النفس و إعادة النظر قم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة من الله و الإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين .”
“الفائض الرئيسي في السجن هو الوقت ،هذا الفائض يتيح للسجين أن يغوص في شيئين ..الماضي .. و المستقبلوقد يكون السبب في ذلك هو محاولات السجين الحثيثة للهرب من الحاضر و نسيانه نسيانًا تامًا .و الغوص في هذين الشيئين قد يحولان الإنسان إما إلى ..... إنسان حكيم هادئ ، أو إلى شخص نرجسي عاشق لذاته ومنكفئ لايتعاطى مع الآخرين إلا في الحدود الدنيا ،أو إلى ..... مجنون !.”
“و الإنسان إنسان فلا يطالب بغير ما ركب في فطرته من الرغبة العميقة في القصاص. لذلك يعترف الإسلام بهذه الفطرة و يلبيها في الحدود المأمونة، و لا يتجاهلها فيفرض التسامح فرضاً. إنما هو يدعو إلى التسامح و يؤثره و يحبب فيه، و يأجر عليه. و لكن بعد أن يعطي الحق. فلولي الدم أن يقتص أو يصفح. و شعور ولي الدم بأنه قادر على كليهما قد يجنح به إلى الصفح و التسامح، أما شعوره بأنه مرغم على الصفح فقد يهيج نفسه و يدفع به إلى الغلو و الجماح!”
“و هنا مسألة مهمة يلزم التنبيه عليها و هي الفرق بين الوصف و بين التعيين، ففرق أن نقول: إن العلمانية كذا، و أن القول بكذا و كذا علمانية، و بين أن نقول إن فلاناً علماني فينبغي أن نفرق فقد يكون هذا الشخص قاله جاهلاً و قد يكون غرر به، و قد يكون أخذ بقول شاذ و أنت لا تعرفه و هكذا. لكن من علم عنه أمر مع وجود الشروط و انتفاء الموانع حكم عليه بما يستحقه شرعاً من ردة أو غيرها. ثم ينبغي التنبيه إلى أن بعض المسلمين قد يفعل بسبب غفلته أو بسبب جشع مادي أو حتى بحسن قصد بعض ما يفعله أو يريده العلمانيون، و قد يفعل ما يخدم أهدافهم؛ فهذا الشخص لا يعد منهم - أي لا يقول عنه: علماني - و مع ذلك لا بد من التحذير من عمله، و لا بد من بيان خطئه و خطره، و لا بد من نصحه و رده عن ما هو عليه.”