“تلك الليلة تكومت مع شعلة الأطفال في بيت أبو حمزة قرب أمه التي كانت تخلط بين الحكايات على قدر ما تسعفها الذاكرة ،. حكت لنا حكاية مجنون الوادي الذي حمله قاتله على طول الصحراء وكان جرحه طريا ينزفُ دما فتحول خيطُ دمه إلى وادٍ نبتت على أطرافه أشجار قانية اللون ﻻ يموت زهرها على مدار الفصول”
“في مكان ما على شاطئ الفرات ، تنهض شجرة ضخمة من أشجار الكريز ، تتدلى من بين أوراقها ثمرات حمراء قانية كلون الدم ، ومنذ الاف السنين لم تكن تلك الثمرات تصطبغ بذلك اللون قط ، بل كانت شفافة بيضاء كلون الثلج ، عندما كانت " تسيبا " و" بيرام " لا يزالان يلعبان ويرتعان في صخب و ضجة أمام منزليهما المتجاورين على مقربة من سور بابل العظيم .”
“اللون يترسب في الذاكرة ولايفارقها ، فالألوان لديها القدرة على حفر آثارها على جدران الذاكرة أكثر من الافكار التي تعبر عنها تلك الألوان والتي تتجسد في اللوحات والنقوش”
“كل صخرة على وجه الأرض لها قصة،قصة ما كان عليه العالم في حين كانت تلك الصخرة تتشكل،وداخل الصخرة هناك دليل على المناخات،والعوامل المحيطة الغابرة،التي عادة ما تكون مختلفة إلى حد كبير عما هي اليوم.أحيانا يكون الانفصال بين الحاضر والماضي أكثر حدة.”
“لعينِك قُزَحيّتان / يدكَ على الذاكرة، / وهذه الطريق التي تبدأ من خط القلب، / إذ أُحس في الفم برهان الصحراء”
“على الرغم من أن القدر يتحكم في الكثير من المواقف التي نمرّ بها, إلا أننا لا نشعر به إلا حينما نكون على موعد مع المواقف غير العادية تلك التي ليس لها علاقة بالخوف من جوع محتمل الليلة , بل بالخوف من ليلة أخرى تحمل برداً أقسى من الليلة التي سبقتها .”