“و العادات وحدها التي تجعل الوطن شيئاً نفسياً حقيقياً, حتى ليشعر الإنسان لأرضهِ أمومة الأم التي ولدته , و لقومهِ أبوة الأب الذي جاء به إلى الحياة : و ليس يعرف هذا إلا من إغترب عن وطنه و خالط غير قومه , و استوحش من غير عاداته , فهناك يُثبت الوطن نفسَه بعظمةٍ و جبروتٍ كأنه وحده هو الدنيا ,”
“أغرب الغرباء من صار غريباً فى وطنه , و أبعد البعداء من كان بعيداً من محل قربه .. لأن غاية المجهود أن يسلو عن الموجود , و يغمض عن المشهود , و يُقصَى عن المعهود .. يا هذا .. الغريب من إذا ذكر الحق هُجِرَ و إذا دعا إلى الحق زُجِرَ .. يا رحمتا للغريب ! طال سفره من غير قدوم , و طال بلاؤه من غير ذنب , و اشتد ضرره من غير تقصير , و عظم عناؤه من غير جدوى " .و لقد أطلنا الأخذ عن التوحيدى , ليتعزى الكاتب العربى المعاصر إذا هو أحس الغربة حين يذكر الحق فيُهجَر , أو يدعو إلى الحق فيُزجَر , و حين يعظم عناؤه بغير جدوى”
“.. رأيت كيف يصبح العدل و الحق طبيعة حياة ، و كيف يصبح مخلوق من اللحم و الدم و كأنه لا يأكل طعامه ولا يروي ظمأه إلا ليعدل و يعرف الحق ... كأن العدل و الحق دَين عليه يطالبه به ألف غريم ، و هو وحده أقوى في المطالبة بهما من ألف غريم .”
“الأب هو الذي يعرف كيف يقدم الحب و ليس فقط الأوامر و النواهي”
“و أحياناً يغمض الإنسان عينيه و يموت ، دون أن يعرف إجابة هذا السؤال القديم : لماذا جاء إلى هذه الحياة !؟”
“هذه القمة الشامخة من السمو النفسي لم يبلغها المسلمون الأولون برسوم العبادة من غير توجيه، و لا بتوجيهات الدين من غير تشريع، بل نفحتهم بها هذه الشريعة المطهرة التي لا تني توجه حين تشرع، و تشرع حين توجه، و تحقق الجوهر في كل التعاليم، و تجعل الوصول إلى الله و التنعم برضاه غاية المؤمن الأساسية: (و رضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم).”