“لقد أنهيتُ اللقاءات، ورحت مع زميلي نستجم قليلا على حافة إحدى الغابات المحيطة بشاطيء بحيرة صغيرة في جنوب (تيرانا) يسمونها "البحيرة الساحرة". وهي ساحرة حقا. مرآة كبيرة عذبة من الماء الرقراق الهاديء، تنعكس على صفحتها الغابة الخضراء، والجبال البنفسجية، والمقاهي الصغيرة المتناثرة على أطرافها. ثمة غناء لم أستطع تحديد مصدره، يوناني النغمات، شرقي الشجى، كان يبلغ مسامعنا مع شدو طائر هنا، وخفقة ماء إثر جذب صياد عجوز لخيط صنارته هناك. سكينة وصفاء بالغان تنتعش فيهما الروح. وأفكر في (ألبانيا) فأحس بها كيانا صغيرا بديعا هشا يستأهل الرأفة والرفق.”
“إن السؤال الكبير يشبه حجرا كبيرا نلقيه في بحيرة صغيرة والسؤال الصغير يشبه حجرا صغيرا نلقيه في بحيرة كبيرة ”
“تحكى الأسطورة القديمة أنه كان هناك شاب اسمه نرسيس كان مفتونا بنفسه، رأى هذا الشاب بحيرة صافية فلم ينتبه إلى جمالها، ولكن أسعده فقط أنه كان يرى وجهه من خلال صفحة ماء البحيرة الصافى التى كانت فى جلاء المرآة، فكان يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، كان مفتونا بصورته ذاهلا عما حوله لدرجة أنه لم ينتبه إلى موضع قدميه فسقط فى البحيرة وغرق، وفى المكان الذى سقط فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس (نرجس) وعندما مرت الملائكة على البحيرة وجدتها تحولت إلى دموع، لم يدهشهن هذا فلا بد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذى كان يأتى إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت للملائكة إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحنى على ضفافها بتأمل جمال صفحتها فى عينيه.”
“ثمة خدش صغير في الروح، خدش لا تراه أعينهم المجردة المتناثرة على الأرصفة، وفي الشوارع وواجهات المحال”
“كان يصغي لمقطوعة (حارس الغابة) لـ (شتراوس) في افتتان .. قال لي مع صوت ضربات النفير : فعلاً تشعر كأن هناك شخصاً يحرس غابة !. كدت أضربه على رأسه لولا أنني أقنعت نفسي بأنه يمزح. ”
“في هذا المكان من الجزيرة العربية (نجد) أسقطوا إحدى الجهات الأربع وأسموها قبلة , كان هناك شمال جنوب شرق و .... قبلة .”