“نيتي الحسنة هذه هي بقرة هادئة أجرها بالحبل منذ ولادتي (أتكلم طبعا عن المواضيع العامة)؛ هذا الحيوان اللبون المسكين إذن غير قادر على قطف وهضم العشب الضروري لثقافته ولفهمه للعالم حيث أتسكع كما الجميع. فمن المضحك أن تصبح هذه البقرة (أي نيتي الحسنة) بين كل الرايات التي تُنفض أمام خطمها : إسرائيل وروسيا والرواية الحديثة والشباب والبلدان العربية والشيوعية وسولجينتسين والأميركان وفيتنام إلخ. ، أن تصبح هذا الثور الثائر الذي يجعلني أكتب بسرعة هذا الكتاب الغريب؛ هذا الثور لامبال (وقلبه مكسور وبرونزي اللون في آن معا).”
“ها هي الكلمة المفتاح: العزلة، هذا الأرنب الآلي الصغير الذي يفلت في ميدان سباق الكلاب السلوقية ويركض خلفه كلاب أهوائنا وصداقاتنا اللاهثة والشرهة؛ هذا الأرنب الصغير الذي لا تمسك به أبدا لكنها تعتقد دائما أنه بمتناولها؛ إلى أن يغلق الباب بوجهها، الباب التي تكبح أمامه وتطرق رأسها به، مثل بلوتو. عدد الكلاب التي تشبه بلوتو في الكائنات البشرية...”
“إن للحياة فترات من الهدنة أحيانا، ينظر المرء فيها إلى نفسه في المرآة وهويبتسم ابتسامة خجولة متكبرة ومتواطئة معا، من دون أن يكون له مطلبا آخرسوى أن يكون حيا ومرتاحا في كيانه، بينما يزقزق عصفور الليل "هوليهوليا". لكن هذه الفترات نادرة: فالنمورالكامنة في محركاتنا المختلفة لا تلبث أن تستيقظ وتنهش بعضها البعض.”
“في الحقيقة، بما أن معبودي والإله الوحيد الذي أحترمه هو الزمن، من البديهي أنني لا أستطيع أن أمتع نفسي أو أؤذيها بالعمق سوى بالنسبة له.”
“أود فقط أن أعيش كما يحلو لي وأكتب”
“لم أكن أعرف الحزن. ولكن فقط الضمير والندم، وفي أحيان نادرة، الحب. واليوم، هناك شيء ما ينثني فوقي، مثل غطاء من الحرير الناعم والمثير للغضب، ويفصلني عن الآخرين”
“الثور والمصارع كلاهما موت، ينجو من الحلبة، وفقط هذا الذي يُجيد أَسر اللحظة ويمددها لتصير فردوسا، ستائر الدم على ظهر الثور تقول لك اللحظات التي نهدرها في مطاردة سراب، الوشاح الأحمر ليس العدو، ليس الهدف، لكن عماء الثور يجعله يقضي شعلة عنفوانه في قنصه، الوشاح يخفي النصل الذي سيختم المشهد، ففيم إصرارنا على كشفه؟! أن ندع لأحدهم أن يسوقنا بوهج زائف؟ الوهج الأصيل، كل الوهج، في سواد الثور ويطارد الأحمر! لا تدعي لهم تضليلك بالأحمر...”