“نيتي الحسنة هذه هي بقرة هادئة أجرها بالحبل منذ ولادتي (أتكلم طبعا عن المواضيع العامة)؛ هذا الحيوان اللبون المسكين إذن غير قادر على قطف وهضم العشب الضروري لثقافته ولفهمه للعالم حيث أتسكع كما الجميع. فمن المضحك أن تصبح هذه البقرة (أي نيتي الحسنة) بين كل الرايات التي تُنفض أمام خطمها : إسرائيل وروسيا والرواية الحديثة والشباب والبلدان العربية والشيوعية وسولجينتسين والأميركان وفيتنام إلخ. ، أن تصبح هذا الثور الثائر الذي يجعلني أكتب بسرعة هذا الكتاب الغريب؛ هذا الثور لامبال (وقلبه مكسور وبرونزي اللون في آن معا).”
“الثور والمصارع كلاهما موت، ينجو من الحلبة، وفقط هذا الذي يُجيد أَسر اللحظة ويمددها لتصير فردوسا، ستائر الدم على ظهر الثور تقول لك اللحظات التي نهدرها في مطاردة سراب، الوشاح الأحمر ليس العدو، ليس الهدف، لكن عماء الثور يجعله يقضي شعلة عنفوانه في قنصه، الوشاح يخفي النصل الذي سيختم المشهد، ففيم إصرارنا على كشفه؟! أن ندع لأحدهم أن يسوقنا بوهج زائف؟ الوهج الأصيل، كل الوهج، في سواد الثور ويطارد الأحمر! لا تدعي لهم تضليلك بالأحمر...”
“ليست إسرائيل وحدها المسؤوله عن طمس اسم فلسطين إذن, إنه العالم. الدكتاتوريات العربية أكثر من سواها وقبل أوروبا وقبل كل الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل ساهمت ولا تزال تساهم في هذا الاغتيال اللغوي وهي لا تقل إجراماً عن إسرائيل في هذه الناحية على الأقل.”
“ هذا غريب! فالذكريات القديمة وفية بنا، لاتفارقنا، بينما ذكريات هذا الصباح تبخرت باختصار، الزمن نخر كل شئ في هذه الدار التي تشرف على الموت كما أنا.”
“هذه هي الأرض المحرّمة/حيث يفصل الأحياء عن الموتى/هذا هو السر الذي يفتح أبوابا/بحفيف ثيابه العابرة/وكالأسطورة التي ضربت بجبينها/أرضية الواقع/يتكسر التاريخ في موجة مدلهمة/على سدة طويلة من ركب الشعوب/والأسوأ من ذلك/أن المؤرخين اختفوا في العاصفة. . .”
“أليس من الغريب أن يصبح النخيل غريباً في أرضه ، وأن تصبح الأزهار عملة غير قابلة للتداول .. وأن تختفي العصافير خوفاً ...وتسود الغربان بهتاناً وزوراً.....هذا زمان اختلت موازينه”