“طبائع الاستبداد الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته، فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيداة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة، واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة, وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.تواسي فئة من أولئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول ((يا بؤساء: هذا قضاء من السماء لا مرد له، فالواجب تلقيه بالصبر والرضاء والالتجاء إلى الدعاء، فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول، واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول، وإياكم والتدبير فإن الله غيور، وليكن وردكم: اللهم انصر سلطاننا، وآمنّا في أوطاننا، واكشف عنّا البلاء، أنت حسبنا ونعم الوكيل.”
“الاستبداد يخدر اعصاب الامة فيجعلها كالمصاب بداء الحمى فهى لا ترى غير الهول والشدة فتئن من البلاء ولا تدرى ما هو دواؤه فتواسيها فئة من اولئك المتعاظمين باسم الدين يقولون :يا بؤساء هذا قضاء من السماء لا مرد له عليكم بالصبر والرضاء والالتجاء الى الله بالدعاء فاربطوا ألسنتكم عن اللغو الفضول واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول وليكن وردكم اللهم انصر سلطاننا وامنا فى اواطننا واكشف البلاء عنا حسبى الله ونعم الوكيل وهؤلاء أما جبناء او خائنون مخادعون يريدون التثبيط والامتنان ع الظالمينالكواكبى- بتصرف”
“الحكومة المستبدة تكون مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفرَّاش إلى كنَّاس الشوارع”
“وما أشبه المال إلا أن يكون آلة من آلات القتل. فإنه يميت أكثر أصحابه موتا شرا من الموت –إلا من عصم الله- موتا يجعل أسماءهم كأنها قائمة على ألواح من العظام النخرة.. ويرسلها كل يوم إلى السماء في لعناتٍ لا عداد لها.. ثم يثبتها في التاريخ آخرا لا بأعيانها ولكن بعددها أو كما تثبت الحكومة في كل سنة عدد البهائم التي نفقت بالطاعون”
“لقد اتضح الآن أن محكمة الله هي الأعدل، لا يمكن لمخلوق أن يرشوها أو يضللها، هي محكمة لا تحتاج لمحامين، لأن قاضيها الأعظم يعرف كل شيء من دبة النملة على الأرض إلى دبة نمل الأفكار الشريرة في البني آدم منا”
“إن الداعية إلى الله يجب أن يكون قدوة صالحة بصيرا بزمانه شجاعا في الحق لا يماري و لا يواري، صبور على تحمل الشدائد متفانيا في قضاء حوائج العباد واسع الصدر كريم الخلق ، لا يمل و لا يضيق صدرا بمشاكل العباد و عليه أن يعتقد أن الله تعالى لا يضيع له اجرا، فهو من عباد الله الذين أختصهم لقضاء حوائج الناس”