“إن "الهيجلي" يقدم لنا مثلاً على المهزلة الفلسفية التي فيها نفكر بدون مفكر.إنه يشيد قصراً عقلياً رائعاً لايعيش هو فيه.فالذات في فكر هيجل الموضوعي، تصبح عارضة وبهذا تضيع الحقيقة كذاتية.”
“لا يتم إنتاج الحقيقة بطريقة واحدة، بل إن هناك طرق كثيرة تختلف باختلاف المجالات المعرفية وأنظمة الفكر والأدوات المنهجية والذوات العارفة، ولا يمكن لنا إلا أن نخالف ابن رشد ها هنا في زعمه أن الطريق البرهاني هو الطريق الأصح، والمقصود به هو طريق الفلاسفة، فالحقيقة التي تنتج في الشعر وفي النبوءة ليست أقل قيمة أو مرتبة من الحقيقة الفلسفية، والأداة الفلسفية ليست أكثر كشفا وإضاءة من الأداة الشعرية، أو من الآلة التي يمثلها الخيال، فالخيال هو ملكة معرفية تمكننا من استكشاف وجودنا على قدم المساواة مع العقل، فضلا عن كونه مرتبة وجودية، تماما كالعقل ذاته، هذا مع أن الفصل بين العقل والخيال لا يخلو من تحكم وتعسف.”
“إن بلداً لا يحترم الخطيئة في داخل النفس البشرية، هو في الحقيقة لا يحترم مقدار الطهر فيها أبداً”
“حينما نفكر في مستقبل العالم، فنحن نعني الغاية التي سيصلها إذا ماواصل السير في الإتجاه الذي نراه يسير فيه الأن، ولا يخطر لنا أن مساره ليس خطا مستفيما، بل هو منحنى، يغير على الدوام من اتجاهه.”
“الحقيقة يمكن أن تتخذ ألف شكل لأعيننا إذا اتخذنا ألف موقع نلاحظها منه .. و إن شهادة الحواس سوف تظل تنقل لنا مراتب مختلفة من الحقيقة كلها نسبية بحسب الظروف التي نشاهدها فيها ..”
“إن الفاعلية الفلسفية هي في صميمها حفر تحت أرض الواقع الفكري ، لعلنا نصل إلى الجذور الدفينة ، التي عنهاانبثق ذلك الواقع ، و ليست الفاعلية الفلسفية هي أن يقبع الفيلسوف في عقر داره ، يعتصر الأفكار من ذهنه اعتصاراً مبتور الصلة بما هو كائن”