“الأحوال كلها مرتبكة، حتى نوم سيدة علي كتف رجل يزيد الأحوال ارتباكاً، لأنه يحول الأنفاس إلي فأس، وصدر الرجل إلي شكمان. غير أن المفاضلة بين الدراجات والمراجيح، ستغدو عقدة عصية. ففي هذه موت بسكتة القلب، وفي تلك موت بتهشم المخ، وليس من رابطٍ بينهما، إلا خدشة الفخذ. ألم نقل إن الأحوال كلها مرتبكة؟”
“لابد أن شجرة هَوَتْ وأن عجوزًا لم يستطع الإفلات من شظية، وأن بقرة أصيب ضرعها فانسكب اللبن والدم علي رمل محترق، لابد أن عاشقًا لم تسعفه يداه علي إبعاد رصاصة عن حلمة المحبوب، وأن مسؤولاً قياديًا فر في مركبة سوداء، وأن شجرة أخري هوت. إذن، تعالي نصمت بعض الوقت، تعالي نمسد صدورنا المرتعشة بأيدينا المرتعشة، تعالي نستمع إلى مقطوعة «العامرية» لنصير شَمَّة.”
“بفضل وخزة الألم كان المشتكي صعباً والمتوحدون سكاكين علي الرقاب. قبالة المحراب صاح مجذوبون: مدد يا رئيسة الديوان، بينما صفرة الموت ترفرف علي عمامة المؤذن، والمجرمون يفرون بعد القتل.”
“فريال تبكي لأن أهلها تحت رحمة الراجمات، تبكي لأنها لم تطفئ الجمرة الخبيثة، تبكي لأن ابتسامتها لم تمنع نشأة الطغاة، تبكي لأن السياب لم يعش حتى يري الأحباب يقذفون المحار والردى، تبكي لأن الشناشيل مردومة في نينوى، حيث إن ماركس لم يعلمها قراءة الكف. السيدة التي تشبه جلجامش في النهار، وتشبه عشتار في الليل، ماذا تفعل الآن بالتفكيك، وقد رأته يسري في المحافظات الثمانية عشرة؟”
“أنتِ خائفة عليّ، لأن آلاف الأطنان تنهال على رأس شخص وحيد على بعد آلاف الأميال. أنا خائف عليك، لأن جنودًا يلبسون سترات سوداء، يضربون الشباب في ميدان يبعد عنك بعشرين ميدانًا. هو خائف علينا، لأن قاذفة ستقتل شاعرًا راهنا عليه في شط العرب. هما خائفان علي فكرة البيت، لأن النيران الذكية ستصهر خاتم الخطوبة. هم خائفون علي عيون البنات، فبدونها لن يستطعن البكاء إذا هاجر المحبون. نحن خائفون عليهم، لأن التكنولوجيا تشفط الأرغفة. الخائفون مئة، أولهم زبائن البورصة.”
“كان لابد من موت كبير موت غير عادي كي يمنعك من الوصول إلي”
“لا تقبل المرأة بأي حالٍ من الأحوال أن تلعب دور الكومبارس في حياة رجل.. حتى لو لم يكن حبيبها !”