“لا عليكِ إن لم تستطيعي التحكُّمَ في الملاعقِ،فيمكن رشفُ الحِساء بالفم المباشر،ولا عليكِ إن لم تستطيعي حلاقةَ الذقنفيمكن أن تنوبَ عنكِ حنينُ الصغيرةُ السمراءُ،(كما أن الذقنَ غيرَ الحليقةِ،تشي بخبرةِ السنوات والزهد)،لا عليك إن لم تستطيعي كتابةَنقدِ الحداثةفيمكن لعبد المطلب أن ينهضَ بهذا الدورعلى الوجه الأتمِّ،(علماً بأن الأفضلَ تركُ الحداثةِ تغرقُمن غير أن نرمي لها العوّامة).أيتها الأصابعُ التي تشبه المِذراةَ والبيانو،ثمّة الكثيرُ الذي يمكن الاستغناءُ به:1. يكفيكِ أن تبصمي بالإبهامعلى وثيقة رفض تعذيب الحقوقيين.2. ويكفيكِ تقليبُ صفحة الكتابمستعينةً ببّلة اللسّان الذيصار له الآن ريقٌ.3. ويكفيكِ رفع السبّابةِفي وجه كاتبٍ مزيف.4. ويكفيكِ طبعُ كفٍّ غارقٍ في الدمّعلى حوائط المؤسساتِ كرمزٍ لصرخةِ ابن آدم.5. ويكفيكِ أن تحطي شاشةً مبلولةًعلى جبين الفتاة التي تهدّها الذكرياتُكلما دوّي أذانُ الفجر.أيتها الأصابعُ التي تشبه المذراةَ والبيانو،مازلتِ قادرةً على أداء الوظيفةِ الأهم:وضْعُ السّكر في شاي فاطمة.”
“لا تصدقْ ضرورةَ أن تكون النهاياتُحاسمةً”
“لأنها لم تدر أنها منذورةٌلإضحاك المصدورين،رغم أنها تعاني ضيقاً في التنفس،ولم ينقذها أحدٌ من شعراء السبعينات،فراحت تخرج من سرادقٍ إلى سرادقٍ،كطّوافٍ في السيرة الهلالية،الفتاةُ التي رافقتْ طبيبَ الديوانكي يوقف النزيفَ في رأس زاهية،مع أنها أحوجُ ماتكونإلى برتقالةٍ.”
“سأترجم دعاءَ الكروان هكذا:جرحُك لي لي لي،وجرحي لكْ لكْ لكْ.”
“خطأٌ بسيطٌ في حقنة الوريد،جعلني أري في نصف غيبوبةٍ:أن عينيهاهما الأشعةُ المقطعّيةُ،وأن يديها هما المصلُ.”
“هكذا في لمحِ سحابةٍ،انضمَّ الملحُ إلى قائمةِ الأعداء،لاشكَّ أنني سأكون كذّاباًإذا أقسمتُ على وفائي لمحبوبتيبالعيش والملح،”