“• المرأة حدأة ، إلي أن تتزوج . صيدها رجل . صيد الصباح أجمل من صيد الظهيرة ، صيد الظهيرة أجمل من صيد المساء . تقول الحدأة ، في الصباح : خروف أو أرنب أو حتي حجلة ، وعندما يقترب المساء ويشرع اليأس في الدبيب إلي قلبها ويفتك بها الجوع تهتف : خنفسائ أو وقيدة !”
“اللي غايب يرفع إيده".. هذه الدعابة التي لم يكف المدرسون عن ترديدها في كل زمان ومكان، بالتأكيد قالها أول مرة رجل كهف يعلم تلاميذه تقنيات صيد الدببة.”
“الزوجان العاقلان هما اللذان يأويان إلى الفراش في المساء ويغادرانه في الصباح ، أما الجاهلان فهما اللذان يأويان إايه في المساء وفي الصباح يغادرونه .”
“مع السرعة التي تتغير بها الاحداث في أيامنا هذه قد يحدث في المساء ما ينسخ قول المرء في الصباح.”
“ما هو بديهي في الريف، هدوء الليل الذي هو لابن المدينة شيء عجيب. فمن يخرج من مدينة ويأتي إلى ضيعة أو إلى مزرعة ويقف في المساء الأول إلى النافذة أو يستلقي في السرير، فإنّ هذا الهدوء يلفّه مثل سحر الوطن أو مرفأ السكينة لكأنه يقترب من الشيء الحقيقي والسليم ويحس بهبوب الشيء الأزلي.”
“وذات يوم انطفأت فيهن جذوة الكفاح .. وانطفأت كل رغباتهن في لقاء الأحبة وانطفأ حنينهن إلى سراج عتيق عشعش في ذاكرتهن..وشعرن بالخيانة.. خانوهنّ.. تركوهنّ.. فجروهنّ كأصابع الديناميت..لكنهن التقطتن أنفاسهنّ وشطاياهنّ.. وحملن فشلهنّ دون أن يصرحن..ورفعن رؤوسهنّ عالياّ دون أن يتخلين عن كرامتهنّ بعد أن عادت إليهنّ مبادئهنّ..ثم رحلن دون تصريح بمواقع الفشل.. وبالسدود التي اقيمت في وجوههنّ..من خوف مزعوم.. أو صيد سعيد آخر..قويات كالصنوبر.. ومهزومات في أجوافهن العميقة حتى البلاء.. هكذا كان الهجر.. والترحيل ..”