“وينتقد أحمد فارس الشدياق الذين يرون في تعليم المرأة مفسدة فيقول " إن العرب يزعمون أن علم القراءة مفسدة للنساء ، وأن المرأة أول ما تستطيع ضم حرف إلى آهر تجعل منهما كتاباً إلى عاشقها مع أنها لو خليت وطبعها لكان لها من حياتها وحشمتها عاضل أشد من الأب والزوج ، بخلاف إذا ما حظرت وحجرت فإنها لا تنفك تحاول التملص مما حصرت فيه فمثلها كمثل الماء كلما زاد انبعاثاً وجرياناً زاد صفاءً وانسياغاً ، وقلت في نفسي والله لقد أحسنوا لها لو تعلمت القراءة والكتابة وكذلك فإن جهل البنات غير مانع لهن من معرفة الرجال واستطلاع أحوالهم بل ربما أفضى بهن هذا الجهل إلى التهافت عليهم والانقياد إليهم من دون نظر في العواقب بخلاف ما إذا كن تأدبن بالمحامد والعلم اللائق بهن ، فإنهن ما يعرفن عن الرجال عن تبصر وتدبر”
“والمرأة من هذا هي أكثر نبلا في تقديرها لرائحة المخلص من الرجال، فهي تدوخ من عرق من تحب مهما كان نفاذا، بينما الرجل العاشق أقل تسامحا مع عرق المرأة، لذلك فإن إنفاق المرأة على العطور أضعاف ما ينفقه الرجل لا يعود إلى سوء تدبير منها بل إلى سوء تقدير الرجال لرائحة الجسد الطبيعية.”
“نجد الشيخ الغلاييني يرى إن جهل المرأة راجع إلى استبداد الرجل وأن المرأة المسلمة اليوم متأخرة عن سواها في العلوم والحضارة ولكن ذلك من جهل الرجل واستبداده وعدم اطلاعه على ما سنته لها الشريعة المطهرة من الحقوق فالذنب في ذلك راجع اليه لا إلى دينه لأن الدين الحق يأمره بالرفق بها وتعليمها وتهذيبها والإحسان اليها”
“لاحظت أنني عندما أقرأ كتابين في نفس الوقت فإنني أقرأ عدد من الصفحات أكبر من المعتاد حيث أتنقل بينهما إذا مللت من أحدهما ثم ما ألبث أن أعود إلى الذي مللت منه ما أن أمل من الآخر، وبهذا لا تكون استراحتي انقطاع عن القراءة بل قراءة أخرى.”
“الرعايا تحتسب للملوك تواضعاً ما ليس بتواضع في الواقع. فلو علم الملك الذي يتنزل إلى مخاطبة السوقة أن في ذلك ما يغض من قدره بل لو علم أنه لا يرفع مكانته عندهم ما فعله”
“إن المجتمع لا يستطيع أن يعترف أن المرأة يمكن أن تتفوق وتنبع دون أن تتحول إلى رجل , فالتفوق والنبوغ في نظر المجتمع صفة للرجل فحسب , فإذا ما أثبتت امرأة ما نبوغها بما لا يدع مجالا للشك اعترف المجتمع بنبوغها وسحب منها شخصيتها كامرأة وضمها إلى جنس الرجال.”