“لم أكن موجودًا.. تركتها وحيدة اكثر مما ينبغي، كنت بحارا تائها فى كل البحار، ضيعت شبابي وسط المحيط المالح من دون أن أستمتع بطفولتها.”
“كان كل شىء حولها قد تعقد اكثر مما ينبغى ، ولم تعد تستطيع ان تمضى قدما دون ان تفرغ ما فى اعماقها ..”
“قطرات حب وحيدة وسط موج من الكراهية”
“كنت بحاجة أنا أيضاً لأن أبتعد .. أن تضمني تلافيف الشوارع الضيقة .. أغيب وسط الوجوه التي لا تعرفني حتى تذوب أحزاني الخاصة بين حركاتهم .... أسير كأنما فقدت ا لحياة كل هدف من أهدافها ...”
“تأمل هذه الصور جيدا، تلك الوجوه المستديرة الباسمة، إنهم يحاولون أن ينسوا كل ما مر بهم من عذابات وأوجاع، ويبتسمون، من دون مبرر يبتسمون، يحاولون أن يظهروا أنهم فعلوا كل شيء من دون عناء يذكر، بينما هم متورطون..”
“السائر فى هذا الزمن كالسائر على حد السيف..زمنى الذى أكرهه و أتنفسه و أطالع وجهى فى مرآته كل صباح..كيف أحتمله دون أن أكون وغذا إلى هذه الدرجة؟؟”
“لم يكن باقيا إلا قيراط واحد لكل الفلاحين .. قيراط واحد للذين يزرعون فى برودة الشتاء ويحصدون فى قيظ الظهيرة ويبنون فى كل أوان ويعانون من السخرة والشظف والجوع فى كل موسم .. قيراط واحد لكل الذين أقاموا على حافة النهر فشربوا من مائه وفاض من عرقهم فيضانه وقلبوا الأحجار ونقوا الطين وأودعوا الأرض بذرة الخلق وسر القمح والشعير وأسماء الله الحسنى.. قيراط واحد لكل الأطفال الذين ولدوا بلا حلم .. والبنات اللاتى مضين دون حب .. والفواعلية الذين ماتوا بلا ثمن .. للناس الذين جمعوا شتات أنفسهم بعد كل فيضان .. وصلوا على موتاهم بعد كل وباء .. ورحلوا للمدن فأقاموا القصور الباذخة ثم عاشوا فى الحوارى الضيقة يواصلون صنع تمائم الحياة ويترقبون – رغم كل شىء- بعث كل الأحلام الجميلة .. قيراط واحد للزهرة والقبر للشعراء الفقراء والمغنين المجهولين والصنايعية والعشاق الصغار .. قيراط واحد استطاعوا بأحلامهم الكبيرة وبانتظارهم الدائم للغد أن يجعلوه فى اتساع الكون يمتد من حافة النهر حتى مدى الأفق ,”