“والله إحنا مصيبتنا سودة، على الأقل أمهاتنا كانوا فاهمين وضعهم، أما إحنا، إحنا ضايعين. لا إحنا فاهمين إذا كنّا حريم ولا مش حريم. إن كان الحب حلال ولا حرام. أهلنا بيقولوا حرام وراديو الحكومة طول الليل والنهار بيغني للحب والكتب بتقول للبنت روحتي انت حرة، وان صدقت البنت تبقى مصيبة، تبقى سمعتها زفت وهباب.. بالذمة دا وضع؟ بالذمة احنا مش غلابة؟!”
“البنت ضروري تحب وتتجوز عنلى حب، كل بنت، أي بنت، بس مش أختي ولا أختك.. أخوات الناس التانيين. مش كده؟”
“مش كفاية انك تبني حاجة جميلة. المهم انك تحافظ على جمالها.”
“العلاقات الإنسانیة الحمیمة تساعدنا على الخلاص ولا تشكل الخلاص، وھي تساعدنا على التوصل إلى معنى الحیاة، ولا تشكل المعني. المعنَى یكمن في عمل یصلنا بما ھو خارج عن الدائرة الضیقة لوجودنا الفردي الضیق.”
“لم يعد الموت هو الذي يخيفها، لم يعد الموت يخيفها.. من هي؟ .. قطرة في بحر، والبحر مواج بها ومن غيرها، وان ماتت فهي واحدة من الآلاف الذين ماتوا، وان عاشت فهي واحدة من الملايين الذين اغتصبوا حقهم في الحياة. لا، ليس الموت الذي يخيفها، ولا العدو الذي يستتر خلف سور المطار، أن عدوها الرئيسي يرقد هنا، في أعماقها: ضعفها. وأغمضت عينيها، وأحكمت اقفال فمها حتى لا تتسلل إليها الرعدة”
“الدنيا سودة بس إحنا اللى بنلونها”
“ليس هناك سوى حل واحد، أن يحدث شيء هائل، شيء يهز هؤلاء الناس المحترمين المستقرين المطمئنين، معجزة تجبرهم على تمزيق أكفانهم، وإلا فلن يتغير الأمر.. لن تتمزق الأكفان، لأنهم يتمسكون بها ويستترون خلفها.. يحسبون أنها تحميهم وتقويهم بينما هي في الواقع تشل خيالهم وعقولهم وقدراتهم. وخلف هذه الأكفان يعيشون. كل واحد منهم يقول: لا لن أغامر، لن أخاطر، لن أخرج عن الدائرة المرسومة لي. قد أضر نفسي، قد أضر مصالحي، قد أضر مستقبلي، قد أضر أولادي. لا لن أفكر إلا في الأفكار التي يتقبلها مجتمعي، ولن أرغب إلا في الأشياء التي يفعلونهاولن أشعر إلا بالمشاعر التي يستشعرونها. ولن أنفعل، إن الانفعال قرين الألم وسأجنب نفسي الألم ولن أفعل إلا ما فيه صالحي أنا. وتحت أكفانهم يعيشون، لا يحبون حبا كبيرا، ولا يضحون تضحية كبيرة، ولا يحلقون في عالم الفكر والخيال والحس، ويتزوجون ويلدون قوالب متكررة، أوساط من الناس بلا عبقرية، بلا نبوغ، بلا تفنن، بلا ابتكار، بلا قدرة على الحب الحقيقي”