“إن اللغة والقانون من ثوابت الهوية القومية والحضارية لأمتنا العربية الإسلامية؛ ولذلك كانت الحرب الاستعمارية معلنة عليهما، منذ بدء الغزوة الاستعمارية الأوربية الحديثة وحتى هذه اللحظات. فتغريب اللغة واللسان.. وعلمنة القانون والتشريع، في مقدمة العوامل المفضية إلى التبعية والإلحاق والذوبان في المركز الغربي ونموذجه الحضاري.. ومن ثَمَّ تأييد الاستعمار، حتى وإن ظلت بلادنا خالية من الجيوش الأجنبية، وأصبح لدينا "استقلال" الإعلام والأناشيد!”
“إن حال المسلمين هو أكبر مطعن يوجهه الخصوم إلى هذا الدين الحنيف .. وإن تغيير هذه الحال ، وتبديل ذلك الواقع ، وإقامة النهضة الإسلامية الحقيقية هي " الحرب " التي لابد لكل داعية ومفكر إسلامي من أن يستنفر المسلمين إلى خوضها .. ذلك أن تجسيد " النموذج الإسلامي " على أرض عالم الإسلام هو " الجيش " الإسلامي المؤهل " لغزو " قلوب الإنسانية المتحضرة وعقول الأحرار في أقطار المعمورة جميعها .”
“إن استعارة النموذج الغربي ناسخة لأصالتنا .. وخاصة " للمطلق والثابت " في هذه الأصالة .. ثم إن هذه الاستعارة إنما تقدم لنا نموذجا غير صالح للازدهار والفعل في واقعنا .. فالرسالة الشيوعية خاصة بطبقة من طبقات المجتمع .. والرسالة الليبرالية خاصة بطبقة أخرى من طبقاته .. بينما رسالة أمتنا موجهة لكل الأمة , وهى المكلفة بحملها , وبلاغها إلى العالمين ! ( التيار القومي الإسلامي )”
“فمنذ فجر الصحوة الإسلامية الحديثة ـ التى يسمونها " الأصولية " ـ كان تحرير ثروات العالم الإسلامي من الاستغلال الغربي هدفاً رئيسياً من أهدافها, أما " الدروشة " والوقوف عند التدين الشكلي, بإطالة اللحى , وتقصير الثياب و استفراغ الطاقات والأوقات في الجزئيات والثانويات .. فهو ما يسعد به ويتعايش معه هؤلاء الذين يشنون الحرب الصليبية على الإسلام, لأنهم يدركون المقاصد الحقيقية لصحوة الإسلام . ــ محمد عمارة " الغرب والإسلام أين الخطأ ؟ و أين الصواب ؟”
“قضية الأقليات يُعلق عليها الغرب آمالاً كباراً في هذا التصعيد الذي يحدث بينه وبين العالم الإسلامي , وعندما نتحدث عن الأقليات , ليس المقصود الأقليات الدينية غير الإسلامية , سواء أكانت يهودية أم مسيحية نصرانية , بل وحتى الأقليات الإسلامية , فالغرب يلعب بالأكراد , والأكراد مسلمون سُنَّة , ويلعب بالشيعة وهم مسلمون والبربر وهم مسلمون ثم مالكيون . إذن علينا أن نضع في حساباتنا قضية الأقليات كثغرة من الثغرات التي يُصّعَّد الغرب هجومه علينا من خلالها . د. محمد عمارة " الجديد في المخطط الغربي ”
“فبينما كانت نظرية " الحق الإلهي " في أوربا دالمسيحية التبرير للسلطة الظالمة, كانت عن الشيعة في الحضارة العربية الإسلامية : التعبير عن الشوق إلى قلب السلطة الظالمة, و الاتيان بدلاً منها بسلطة العدل الإلهي .. كانت الرفض للظلم, والحلم بسلطان ذلك الإمام الذى اختاره الله, وصنعه على عينه, و وهبه العلم غير المحدود, وعصمه ـ كالرسل والأنبياء ـ من الخطأ والضلال .. و الذى سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا .. !”
“فالذين يتصورون أن "أسلمة القانون" في الدولة الإسلامية , يعني إلزام الحاضر باجتهادات الماضي أو إلزام كل عالم الإسلام باجتهاد واحد , لا يفقهون هذا الجانب من سياسة الإسلام”