“كفانا إذن حديثا عن مزاينا ومناقبنا، فهى مؤكدة ومقررة وهى كفيلة بنفسها، ولنركز من الآن على عيوبنا، لننظر إلى عيوبنا فى عيونها فى مواجهة شجاعة، لا لننسحق بها ولكن لنسحقها! لا لنسىء إلى أنفسنا ولكن لنطهر أنفسنا”
“وكأننا يجب أن نبرىء أنفسنا أمام محكمة الغرب .. و ان ما يهم فى عيوبنا ـ الحقيقية و المدعاة ـ ليس لوجودها فى ذاته ولكن انها تنتقص منا فى أعين الغربيين”
“إن تعلم الصلاة ـ وهى الركن الأول فى الإسلام ـ لا يستغرق دقائق معدودات ، ولكن التدرب على اقتياد دبابة أو طائرة أو غواصة يحتاج إلى زمان طويل ..! فبأى فكر يطلع علينا القرن الخامس عشر وجمهورنا جاهل فى فنون الجهاد، وبارع فى الحديث حول تحية المسجد ووضع اليدين فى الصلاة ..؟!”
“أعرف أن الشقاء ندبة فى الروح, إن بدأت فى الطفولة فهى تستمر العمر كله. وأفهم أنه لا توجد ندبة تشبه أخرى. ولكنى أسأل نفسى أيضاً, حتى وإن لم تتشابه تلك الندوب, أليس ذلك الشىء المحفور فى أنفسنا علامة يتعرف بها بعضنا على البعض؟.. ألا نتشابه نحن أيضاً؟”
“ماهذا الذي يحدث في دمشق.. الدولة تحاكم الشعب على مجرد التفكير في شئ يخالف الحزب.. فهى لا تعتقل الأشخاص، ولكن تجعل من الواحد منهم سجاناً على فكره.. فهى تعتقله وتعتقل أفكاره أيضاً. والقانون صريح في حبس أى إنسان دون محاكمة إذا هو فكر فى أن يخرج عن الحزب او يناقشه، أو ينقل أخبار الحزب إلى أى أحد من زملائه السوريين. فهم في سوريا يحكمون دولة اختارت الصمت أسلوباً فى التعبير عن الولاء للبعث العلوي !”
“ أما طريقتى أنا فى فهم الأمور، فهى تلقى تسعة أعشار اللوم على النائم الغافل، ولا تعنى بتوجيه العشر الباقى إلى الموقظ الشرس. ذلك لأنى أقدر الفائدة التى تصيبنى من أعدائى، وأنتفع بها فى تقويم عقلى، وتدعيم شأنى. ومن الخير لنا ـ نحن أبناء العالم الإسلامى ـ أن نراجع أنفسنا قبل أن نراجع غيرنا. وأن نداوى أخطاءنا على عجل قبل أن نفكر فى الانتقام ممن نفذوا إلينا منها.”