“ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻢ ﷲ ﻭﺃﺧﻠﺺ ﻧﻴﺘﻪ٬ ﻓﺈﻥ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻪ ﻭﻧﻮﻣﺎﺗﻪ ﻭﻳﻘﻈﺎﺗﻪ٬ ﺗﺤﺘﺴﺐ ﺧﻄﻮﺍﺕﺇﻟﻰ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﷲ٬ ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺼﺒﻮ ﺇﻟﻴﻪ٬ ﻟﻘﻠﺔ ﻣﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺻﺤﺘﻪ٬ ﻭﻟﻜﻦ ﷲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ٬ ﻭﺍﻟﺮﺍﻏﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻷﻥ ﺑُﻌﺪ ﻫﻤﺘﻬﻢ ﺃﺭﺟﺢ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﻢﺣﺪﺙ ﻓﻰ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﺮﺓ٬ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﻌﻪ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻮﺩﻭﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﷲ٬ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺠﻨﻴﺪﻫﻢ٬ ﻓﻌﺎﺩﻭﺍ ﻭﻓﻰ ﺣﻠﻮﻗﻬﻢ ﻏﺼﺔ ؛ ﻟﺘﺨﻠﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻧﺰﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ”ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﻮﻙ ﻟﺘﺤﻤﻠﻬﻢ ﻗﻠﺖ ﻻ ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﺃﺣﻤﻠﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻭﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺗﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﺣﺰﻧﺎ ﺃﻻ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ“.ﺃﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﷲ ﻳﻬﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ٬ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ؟ ﻛﻼ؟ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻮﻩ ﺍﻟﻨﺒﻰ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﻢ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮ: ”ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻣﺎ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ٬ ﻣﺎ ﺳﻠﻜﻨﺎ ﺷﻌﺒﺎ ﻭﻻ ﻭﺍﺩﻳﺎ ﺇﻻ ﻭﻫﻢ ﻣﻌﻨﺎ٬ ﺣﺒﺴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭ“؟ .ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺳﺠﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ٬ ﻷﻧﻬﻢ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﺭﺍﻏﻤﻴﻦ. ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﻀﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ٬ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﺧﻮﻟﺔ ﺗﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ـ ﻓﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ـ ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﺍﻟﻮﻳﻞ ”ﻓﻮﻳﻞ ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﺳﺎﻫﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻳﺮﺍﺅﻭﻥ ﻭ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻋﻮﻥ"ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎء٬ ﺃﻣﺴﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ٬ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺑﺎﺗﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻴﺘﺔ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ٬ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ٬ ﺇﻧﻬﺎ ﺇﻥ ﺻﺪﺭﺕ ﻋﻦ ﻗﻠﺐ ﻳﺴﺨﻮ ﷲ ﻭﻳﺪﺧﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺒﻠﺖ٬ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻰ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻃﻞ: ”ﻻ ﺗﺒﻄﻠﻮﺍ ﺻﺪﻗﺎﺗﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻦ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﺎﻟﻪ ﺭﺋﺎء ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺑبالله ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻤﺜﻠﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺮﺍﺏ ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﻭﺍﺑﻞ ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺻﻠﺪﺍ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ“ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻘﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻼﺹ٬ ﻻ ﻳﻨﺒﺖ ﻗﻮﻻ٬ ﻛﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻜﺴﻮ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺯﺭﻋﺎ! ﻭﺍﻟﻘﺸﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﺩﻋﺔ٬ ﻻ ﺗﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩﻯء ﺷﻴﺌﺎ!ﺃﻻ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻹﺧﻼﺹ٬ ﻭﺃﻏﺰﺭ ﺑﺮﻛﺘﻪ٬ ﺇﻧﻪ ﻳﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻓﻴﻨﻤﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﻥ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ٬ ﻭﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻼ ﻳﺰﻥ ﻋﻨﺪ ﷲ ﻫﺒﺎءﺓ.ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺃﺧﻠﺺ ﺩﻳﻨﻚ ﻳﻜﻔﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ“ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺭُﺻﺪﺕ ﻟﻠﺤﺴﻨﺎﺕ٬ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺇﻟﻰﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺿﻌﻒ٬ ﺇﻟﻰ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺮ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻰ ﺃﻃﻮﺍء ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ.ﻓﻌﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻧﻘﺎء ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ٬ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻷﺿﻌﺎﻑ. ﻭﻟﻴﺲ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ٬ ﻭﻻ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ٬ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﷲ ﺭﺿﻮﺍﻧﻪ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺨﺒﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ٬ ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻘﺮﺑﻮﻥ ﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ٬ ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺯﺧﺎﺭﻑ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﻜﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﻪ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺇﻥ ﷲ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﺴﺎﻣﻜﻢ٬ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﻛﻢ٬ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ” . ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ: ”ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺟﻰء ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ٬ ﻓﻴﻤﻴﺰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ لله ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮ الله، ﺭﻣﻰ ﺑﻪ ﻓﻰ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢﻓﻤﻦ ﺭﺑﻂ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ٬ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﺷﻪ ٬ ﻭﺗﺄﻫﺐ ﻟﻤﻌﺎﺩﻩ ٬ ﻓﻼ ﻳﻀﻴﺮﻩ ﻣﺎ ﻓﻘﺪﻩ ٬ ﻭﻻ ﻳﺤﺰﻧﻪ ﻣﺎ ﻗﺪﻡ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﻣَﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺧﻼﺹ لله ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ٬ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ٬ ﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ﻭﷲ ﻋﻨﻪ ﺭﺍﺽ ” . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺼﺪﺍﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ”ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﺍ ﷲ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻨﻔﺎء ﻭ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻳﺆﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ“ . ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻳﺴﻄﻊ ﺷﻌﺎﻋﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ٬ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺄﻟﻘﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ٬ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻨﺴﻠﺦ ﻣﻦ ﺃﻫﻮﺍﺋﻪ ٬ ﻭﻳﺘﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﻭﻳﻘﻒ ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﷲ ﺃﻭﺍﺑﺎ ٬ ﻳﺮﺟﻮ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺨﺎﻑ ﻋﺬﺍﺑﻪ . ﻭﻗﺪ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ٬ ﻓﺰﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ٬ ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻳﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﻪ٬ ﻟﻴﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻗﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ : ”ﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺗﺪﻋﻮﻧﻪ ﺗﻀﺮﻋﺎ ﻭﺧﻔﻴﺔ ﻟﺌﻦ ﺃﻧﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ ٬ ﻗﻞ ﷲ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﺮﺏ ﺛﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﺸﺮﻛﻮﻥ“ . ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺣﺎﻝ ﻃﺎﺭﺋﺔ ٬ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮء ﻭﺗﻔﺎﺭﻗﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﻠﻘﺎ٬ ﻭﺍﷲ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻩ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺪﺭﻭﻩ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ٬ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍء ﻭﺍﻟﻀﺮﺍء ﺟﻤﻴﻌﺎ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ ﻣﻜﻴﻨﺎ ﻓﻰ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ ﻓﻼ ﺗﻬﻰ ﺻﻠﺘﻬﻢ ﺑﻪ٬ ﻭﻻ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺑﻌﻤﻠﻬﻢ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺗﻨﻄﻔﺊ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍ ٬ ﻛﻠﻤﺎ ﻫﺎﺟﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻧﻮﺍﺯﻉ ﺍﻷﺛﺮﺓ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺜﻨﺎء ٬ ﻭﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻴﺖ ٬ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ٬ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﷲ ﻳﺤﺐ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﻜﺪﺭﺓ . ”ﺃﻻ ﷲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ”