“يَضَعُ إبني ألوانه أَماميويطلُبُ مني أن أرسمَ لهُ عُصْفُوراً..أغطُّ الفرشاةَ باللون الرماديّْوأرسُمُ له مربَّعاً عليه قِفْلٌ.. وقُضْبَانْيقولُ لي إبني، والدَهْشَةُ تملأ عينيْه:".. ولكنَّ هذا سِجْنٌ..ألا تعرفُ ، يا أبي ، كيف ترسُمُ عُصْفُوراً؟؟"أقول له: يا وَلَدي.. لا تُؤاخذنيفقد نسيتُ شكلَ العصافيرْ...”
“لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْقلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْكلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائيومخبروكَ دائماً ورائي..عيونهم ورائي..أنوفهم ورائي..أقدامهم ورائي..كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِيستجوبونَ زوجتيويكتبونَ عندهم..أسماءَ أصدقائي..يا حضرةَ السلطانْلأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِلأنني..حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائيضُربتُ بالحذاءِ..أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائييا سيّدي..يا سيّدي السلطانْلقد خسرتَ الحربَ مرتينْلأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟لأنَّ نصفَ شعبنا..محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..في داخلِ الجدرانْ..لو أحدٌ يمنحُني الأمانْمن عسكرِ السلطانْ..قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..”
“لم أزل أحلمُ أن تكونَ لي ..يا فارسي أنتَ ويا أميريلكنني.. لكنني..أخافُ من عاطفتيأخافُ من شعوري”
“وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه .. ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه؟ كم قلت إني غير عائدة له ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه”
“حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ .. طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ .. يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ ينقُرُ من أصابعي و من جفوني ينقُرُ كيف أتى ؟ متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟ لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ ... حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ .. يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ يلعبُ في مشاعري و أصبرُ .. حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ .. * حُبُّكِ ينمو وحدهُ كما الحقولُ تُزْهِرُ كما على أبوابنا .. ينمو الشقيقُ الأحمرُ كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ .. حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي .. يُحيطُ بي من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ حلمٌ من الأحلامِ .. لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ .. * حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟ أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟ أم شمعةٌ تضيءُ .. أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟ أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ * كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي .. و أنَّ من يُحِبُّ .. لا يُفَكِّرُ ..”
“أنتِ منذ البدء ، يا سيّدتيلم تعيشي الحبَّ يوماً.. كقضيَّهْدائماً. كنت على هامشِهِ..نقطةً حائرةً في أبجديَّهْ..قشّةً تطفو..على وجه المياه الساحليَّهْ.كائناً..من غير تاريخٍ.. ومن غير هويَّهْ..لا تكوني عَصَبيَّهْ!كلُّ ما أرغبُ أن أسألَهُ.من بنا كان غبيَّاً...يا غبيَّهْ؟”
“جَلَسَت والخوفُ بعينيهاتتأمَّلُ فنجاني المقلوبقالت:يا ولدي.. لا تَحزَنفالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوبيا ولدي،قد ماتَ شهيداًمن ماتَ على دينِ المحبوبفنجانك دنيا مرعبةٌوحياتُكَ أسفارٌ وحروب..ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..وتموتُ كثيراً يا ولديوستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..وتَرجِعُ كالملكِ المغلوببحياتك يا ولدي امرأةٌعيناها، سبحانَ المعبودفمُها مرسومٌ كالعنقودضحكتُها موسيقى و ورودلكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..وطريقكَ مسدودٌ.. مسدودفحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدينائمةٌ في قصرٍ مرصودوالقصرُ كبيرٌ يا ولديوكلابٌ تحرسُهُ.. وجنودوأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..من يدخُلُ حُجرتها مفقود..من يطلبُ يَدَها..من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقودمن حاولَ فكَّ ضفائرها..يا ولدي..مفقودٌ.. مفقودبصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراًلكنّي.. لم أقرأ أبداًفنجاناً يشبهُ فنجانكلم أعرف أبداً يا ولدي..أحزاناً تشبهُ أحزانكمقدُورُكَ.. أن تمشي أبداًفي الحُبِّ .. على حدِّ الخنجروتَظلَّ وحيداً كالأصدافوتظلَّ حزيناً كالصفصافمقدوركَ أن تمضي أبداً..في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوعوتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...وترجعُ كالملكِ المخلوع..”