“والزهق أحد الأمراض التي لا يوليها البشر الاهتمام الكافي. رزق الحي الذي يزهق سريعا .. قليل ، هذا شئ لا يحتاج لإثبات . خلف النجاح الدأب . وانظر كم من المآسي تنبت من الزهق . اسر تتحطم ، انسان يزهق من المحاولة فيأتي بفعل أخرق . الرسم والموسيقى وصناعة التسلية كلها في الجوهر محاولات لكسر الزهق ليس الا . الانتحار زهق من النفس والثورة زهق من وضع قائم .... وقد يزهق المرء فيزهق غيره ، ويزهق في اللغة يقتل ، أي ان الزهق ربما يؤدي بالانسان الى ان يقتل . ولماذا نذهب بعيدا ؟ ربما كان الزهق أحد دوافع القتل في حالتنا !”
“أي أحلام تلك الذي ستحقق ان كان من نستيقظ كل يوم في وجه لا يتحدث الا بكلام مُحبط .. او كلام يقتل الهمم”
“عندما تكون في مكان عام و ترغب بشدة في التخلص من هدومك نفسها هرباً من الزهق .. متبقاش تعمل كده عشان عيب”
“الإنسان الذي يقتل لا ليسدّ الرمق كما يفعل أهل الصحراء، و لكنه يقتل من فرط الشبع، أو فلنقل من باب التسلية كما تفعلون أنتم، لن يشبعه شيء، و لن يقف في طريقه شيء إلّا ليعرضه للفناء.”
“اجمع الاخلاقيون على ان المتلبس بشائبة من اصول القبائح الخلقية لا يمكنه ان يقطع بسلامة غيره منها ؛ و هذا معنى : " اذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه ". فالمرائي مثلا ليس من شأنه ان يظن البراءة في غيره من شائبة الرياء ، الا اذا بعد تشابه النشأة بينهما بعداً كبيراً ؛ كأن يكون بينهما مغايرة في الجنس او الدين او تفاوت في مهم في المنزلة كصعلوك و أمير كبير. و مثال ذلك الشرقي الخائن يأمن الإفرنجي في معاملته و يثق بوزنه و حسابه و لا يأمن و يثق في ابن جلدته. ”
“من يرسم في هذا الخراب؟ ومن الذي لازال يمتلك أدوات رسم صالحة في مدينة خربتها الحرب وشوهت آثارها؟ من يفعل هذا على جدران ربما لن يراها أحد لأنه لا يوجد سوى طرفين، قناصة وقتلى، مجرم ومذنب، قاتل ومقتول، وكأنالبشرية عادت في صورتها الأولى، قابيل وهابيل”