“اذا اردنا الكشف عن الاهتمامات الحقيقيه التي تشغل شعباً معيناً من الشعوب فما علينا الا ان نراجع ما كتبه الكاتبون من ابناء ذلك الشعب لنري اي الافكار يتردد اكثر من سواه فيكون هو موضع الاهتمام الاول”
“اذا قرأنا ف كتاب الله ان يتفكر الانسان ف خلق السموات والارض فإننا لا نفعل الا قليل القليل القليل اذا نحن اقتصرنا ع حفظ الايه وتلاوتها وترتيلها مرات تعد بملايين الملايين وانما يكمل ايماننا بالايه الكريمه حين ننتقل من لفظها الي ما وراء ذلك اللفظ حقائق السموات والارض فإذا سألتني الا يكفينا اسلامنا ويغنينا عن الغرب؟ فأجيبك: نعم يكفينا، شريطه ان نَنفذ خلال كلماته الي ما ترشد اليه تلك الكلمات فلنحفظ تلك الكلمات الكريمه ولنعلم اطفالنا ان يحفظوها ولنتلها تلاوه لا تنقطع بالليل والنهار لكن كل ذلك لا يجعلنا من العلماء الذين عرفوا شيئاً عن خلق السموات والارض الا اذا اضفنا الي الكلمه ما وراءها”
“لن يكون لنا احساس حي بوجودنا وقدره ع المشاركه الايجابيه ف حضاره عصرنا إلا اذا استطاع حاضرنا ان يبتلع ماضينا ابتلاعاً ينقل ذلك الماضي من حاله كونه تحفه نتفرج عليها وعبارات نرددها الي حاله كونه غذاء للدماء ف شرايينها اي ان ينتقل الماضي من خارجنا الي داخلنا ليصبح فينا ضميراً حاكماً وموجهاً لسلوكنا لا بمحاكاتنا لما قد كان محاكاه حرفيه كما يقولون بل بإبداعنا للجديد الذي يتناسب مع عصرنا كما كان اسلافنا يبدعون ما كان متناسباً مع عصرهم”
“الإنسان مسؤول عن إعلان رأيه أمام ضميره لأنه مسؤول عن ذلك امام الله فليس الرأي من الإنسان كالقطعة من ملابسه يلبسها الناس أو يخفيها في خزائنه تبعاً لمزاجه المتقلب يوماً بعد يوم بل الرأي هو صميمه هو لُباب كيانه هو فؤاده”
“هل يحق لنا بعد ذلك بعد ان اصبح محور اهتمامتنا الدينيه تفصيلات شكليه عجيبه لاتمس روح الدين وجوهره ولا تحرك الضمير الديني عند الانسان من قريب ولا من بعيد اقول هل يحق لنا بعد ذلك ان نسأل ماذا اصاب شباب المسلمين ليصبحوا علي ما اصبحوا عليه من هزال وضعف وانحراف؟”
“المبادئ والقيم والمثل العليا لن تبلغ غايتها ف حياه الانسان الا اذا غاصت ف نفسه الي اعماقها وتحولت عنده من حاله الوعي بها الي حاله اللاوعي بحيث تفعل فعلها فيه وكأنها جزء لا يتجزأ من فطرته وعندئذ لا تسمع مثل ذلك الانسان يقولها لفظاً ولكنك تراه ف اوجه نشاطه يحياها سلوكاً”
“إن العرب في حاضرهم إذا أرادوا أن يكونوا استمرارًا للعرب في ماضيهم، فلا يلزم عن ذلك أن ينقل الحاضرون عن الماضين كل ما اصطنعه هؤلاء الأسلاف من مبادئ، بل من حقهم أن يغيروا وأن يبدلوا كلما رأوا الفروض النظرية التي افترضها أسلافهم لم تعد تثمر لهم في حياتهم الثمرة المرجوة، كانت مبادئهم فروضًا فرضوها لأنفسهم لتصلح بها الحياة بظروفها الماضية، ثم تغيرت ظروف الحياة فلم يعد بد من تغير الفروض.”