“تقوم كل علاقة غرامية على اتفاق غير مدوّن يبرمه العاشقان في الأسابيع الأولى من علاقتهما. يعيشان هذه الفترة في ما يُشبه الحلم، لكنهما في الآن نفسه - وبدون وعي منهما - يكونان بصدد كتابة الشروط التفصيلية للعقد الذي سيجمعهما. يا معشر العشاق خذوا حذركم من هذه الفترة الخطرة ! فإن قدمتم للطرف الآخر وجبة فطور في الفراش، كان عليكم أن تفعلوا ذلك مدى الحياة، وإلا اتهمتم بعدم الحبّ والخيانة.”
“الشيء الجوهري في الرواية هو ما لا يمكن قوله إلا في الرواية. وفي كل اقتباس لا يبقى سوى الشيء غير الجوهري. وفي هذه الأيام، على كل من يتوافر لديه القدر الكافي من الجنون لكي يستمر اليوم في كتابة الروايات، أن يكتبها بطريقة تجعل اقتباسها متعذراً، حماية لها، بعبارة أخرى، طريقة تجعلها غير قابلة لأن تروى.”
“طالما أن الناس لا يزالون في سن الشباب، وطالما أن مقطوعة حياتهم الموسيقية لا تزال في أنغامها الأولى، فإن بإمكانهم والحالة هذه تأليفها سوّية وتبادل بعض اللوازم فيما بينهم (مثل توماس وسابينا اللذين تبادلا لازمة القبعة الرجالية). ولكن حين يلتقون بعضهم ببعض في سن ناضج، فإن مقطوعاتهم الموسيقية تكون قاربت على النهاية، وكل كلمة وكلُّ شيء في كل واحدة منها تعني شيئاً مختلفاً في المقطوعة الأخرى”
“كانت غير قادرة على إغماض جفن طيلة الليل. أما بين ذراعيه فكانت تغفو دائما مهما تكن درجة اضطرابها. كان يروي من أجلها بصوت خافت قصصا يبتدعها أو ترهات وكلمات مضحكة يعيدها بلهجة رتيبة. كانت هذه الكلمات تتحول في مخيلتها إلى روئ مشوشة تأخذ بيدها إلى الحلم الأول .كان يملك تأثيرا خارقا على إغفائها ،وكانت تغفو في الدقيقة التي يقرر هو أن ينتقيها”
“قديمــاً ، كان الإنسان يسمع بدهشة هذا الضرب المنتظمـ الذي يأتيه من عمق صدره ، ويتسائل عما يكون ، لم يكن بإمكانه أن يعدّ نفسه مماثلاً لشىء مجهول وغريب اسمه الجسد . كان الجسد بمثابة قفص ، في داخله شىء ما ينظر ويسمع يخاف ويفكر ويُدهش .. وههذا الشىء ، هذه البقية الباقية ، هذه النتيجة الحاصلة عن الجسد ، هو الروح ! ~”
“إن وعي بؤسي الخاص لا يصالحني أبدا مع بؤس أشباهي,لا شيء ينفرني مثل تآخي الناس لأن كل واحد منهم يرى في الآخر خسته الخاصة. لا حاجة لي إلي هذه الأخوة اللزجة”
“ الناس في المجتمعات الميسورة ليسوا بحاجة إلى الأعمال اليدوية بل يكرّسون أنفسهم للنشاط الذهني . لذلك فإن الجامعات في ازدياد مطرد والطلاب أيضا. ولكي يحظوا بشهاداتهم عليهم أن يختاروا مواضيع لإجازاتهم، وهناك عدد غير محدود من المواضيع فبالإمكان معالجة كل ما يخطر في الأذهان. وهاهي أكداس الورق المسودّ تملأ الدوائر التي صارت أكثر حزنًا من المقابر لأن لا أحد يأتي إليها، ولا حتى في عيد جميع القديسين. وهكذا فإن الثقافة تغرق في بحر من الكتب وفي وابل من الجمل وفي جنون الكمّية. صدقيني إن كتابًا واحدًا ممنوعًا في بلدك القديم لأهمّ من مليارات الكلمات التي تقذف بها جامعاتنا ”