“فكان من واجب المسلمين أن ينتبهوا إلى أن الاستعمار هو مجرد بذرة صغيرة حقيرة ، ما كان لها أن تنبت وتؤتي أكلها لو لم تهيأ لها التربة الخصبة في عقولنا ونفوسنا .”
“فالحكومة مهما كانت ماهى إلا آلة اجتماعية تتغير تبعاً للوسط الذى تعيش فية وتتنوع معه , فإذا كان الوسط نظيفاً حراً , فما تستطيع الحكومة أن تواجهه بما ليس فيه , وإذا الوسط كان متسماً بالقابلية إلى الاستعمار فلا بد من أن تكون حكومته استعمارية ..”
“إن ما يميز من الوهلة الأولى أسوأ مهندس معمار عن أمهر نحلة هو أن المهندس يبنى الخلية فى رأسه قبل أن يبنيها فى القفير، وأن العمل ينتهى إلى نتيجة موجودة مسبقاً فكريا فى خيال العامل.”
“وكثيراً ما لاحظت في حياتي أن المسلم المثقف مهما يكن نوع ثقافته ، يخلق من نفسه المعوقات التي تحول دون العمل إن لم يجدها في طريقه أصلاً”
“الاستعمار ليس من عبث السياسيين , ولا من أفعالهم , بل هو من النفس ذاتها , التي تقبل ذل الاستعمار , والتي تمكن له في أرضها .”
“صـ135: تبرز أهمية الفن الجميل في أحد الموقفين : فهو إما داع إلى الفضيلة، وإما داع إلى الرذيلة، فإذا ما حددت الأخلاق مُثُله وغدى الجمال وحيه، فينبغي عليه أن يحدد هو وسائله وصوره الفنية للتأثير في الأنفس.- شروط النهضة”
“يوم أن قال عقيل أخو علي بن أبي طالب:" إن صلاتي مع علي أقوم، وطعامي عند معاوية أدسم".إن هذه الحياة النفسية المنقسمة بين الطعام والصلاة كان من أعراض الصراع بين الفكرة والشيء، وقد واصل هذا الصراع طريقه منذ ذلك الوقت. وعندما فكر الغزالي بعد مضي أربعة قرون أن يجدد في العلاقة الدينية بين المجتمع المسلم والعالم الثقافي كان الآوان قد فات، فقد كانت المرحلة الثالثة من الحضارة قد بدأت، ولم يكن بمقدور المجتمع الإسلامي إلا أن يواصل انحدراه حتى يصل إلى عصر ما بعد الموحدين، ولم يكن بمقدوره وهو يسترسل في المنحدر المشؤوم أن يسترد توازنه الأصلي.”