“والمرأة حقُّ المرأة هي التي تترك قلبَها في جميع أحواله على طبيعته الإنسانية، فلا تجعل هذا القلبَ لزوجها من جنس ما هي فيه من عيشة: مرة ذهباً، ومرة فضة، ومرة نحاساً أو خشباً أو تراباً، فإنما تكون مع رجلها من أجله ومن أجل الأمةِ معاً؛ فعليها حقان لا حقّ واحدٌ، أصغرها كبير.”
“لهذا يمنع الدين خلوة الرجل بالمرأة، ويحرم إظهار الفتنة من الجنس للجنس، ويفصل بمعاني الحجاب بين السالب والموجب، ثم يضع لأعين المؤمنين والمؤمنات حجابًا آخر من الأمر بغضّ البصر، إذ لا يكفي حجاب واحد، فإن الطبيعة الجنسية تنظر بالداخل والخارج معًا؛ ثم يطرد عن المرأة كلمة الحب إلا أن تكون من زوجها، وعن الرجل إلا أن تكون من زوجته؛ إذ هي كلمة حيلة في الطبيعة أكثر مما هي كلمة صدق في الاجتماع، ولا يؤكد في الدين صدقها الاجتماعي إلا العَقْد والشهود لربط الحقوق بها، وجعلها في حياطة القوة الاجتماعية التشريعية، وإقرارها في موضعها من النظام الإنساني؛ فليس ما يمنع أن يكون العاشق من معاني الزوج، إما أن يكون من معنى آخر أو يكون بلا معنى فلا؛ وكل ذلك لصيانة المرأة، ما دامت هي وحدها التي تلد، وما دامت لا تلد للبيع.”
“والقلبُ الإنساني يكاد يكون آلة مخلوقة مع الإنسان لإصلاح دنياه أو إفسادها؛فالحكيم من عرف كيف يتصرف بهذا القلب في آلامه وأوجاعه، فلا يصنع من ألمه ألماً جديداً يزيده فيه، ولا يُخرج من الشر شراً آخر يجعله أسوأ مما كان. وإذا لم يجد الحكيم ما يشتهي، أو أصاب ما لا يشتهي ، استطاع أن يخلق من قلبه خَلقاً معنوياً يُوجده الغنى عن ذلك المحبوب المدوم، أو يوجده الصبر عن هذا الموجود المكروه؛ فتتوازن الأحوال في نفسه وتعتدل المعاني على فكره وقلبه”
“والمرأة ضعيفة بفطرتها وتركيبها، وهي على ذلك تأبى أن تكون ضعيفة أو تُقر بالضعف إلا إذا وجدت رجلها الكامل، رجلها الذي يكون معها بقوته وعقله وفتنته لها وحبها إياه”
“إن قلب المرأة لا يُباعُ أبداً وإنما هي حين تبيعهم (الرجال): تبيعهم معدتها باسم القلب... :)إنّـكـَ إن لم تأخذِ القلبَ [هبَـةً] ممّن تُحِب فما أنت من حبِّهـا في (خُذ) ولكن في (هات) وأخواتها...”
“والدنيا حول المرأة بمذاهب أقدارها، ولكن لها دنيا في داخلها هي قلبهاتذهب الأقدار فيه مذاهب أخرى؛وضغطة الحياة طبيعية فيها، حتى لا يساورها هم من الهموم إلا صار كأنه من عادتها. والتي تمزقها الحياة كلما ولًدت لا تكون الحياة رحيمة بها إلا إذا ضغطتها!”
“ألا وإنه ما من شيء جميل أو عظيم إلا وفيه معنى السخرية به.هنا تتعرى المرأة من ثوبها، فتتعرى من فضيلتها.هنا يخلع الرجل ثوبه، ثم يعود إليه فيلبس فيه الأدب الذي خلعه.رؤية الرجل لحم المرأة المحرمة نظر بالعين والعاطفة.يرمي ببصره الجائع كما ينظر الصقر إلى لحم الصيد.ونظر المرأة لحم الرجل رؤية فكر فقط.تُحوِّل بصرها أو تخفضه، وهي من قلبها تنظر.يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار!يا لحوم البحر! سلخك جزار من ثيابك.جزار لا يذبح بألم ولكن بلذة.ولا يَحِزّ بالسكين ولكن بالعاطفة.ولا يُميت الحي إلا موتًا أدبيًّا.إلى الهيجاء يا أبطال معركة الرجال والنساء.فهنا تلتحم نواميس الطبيعة, ونواميس الأخلاق.للطبيعة أسلحة العُرْي، والمخالطة، والنظر، والأنس، والتضاحك، ونزوع المعنى إلى المعنى.وللأخلاق المهزومة سلاح من الدين قد صَدِئ؛ وسلاح من الحياء مكسور!يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار.الشاطئ كبير كبير، يسع الآلاف والآلاف.ولكنه للرجل والمرأة صغير صغير، حتى لا يكون إلا خلوة.وتقضي الفتاة سنتها تتعلم، ثم تأتي هنا تتذكر جهلها وتعرف ما هو.وتمضي المرأة عامها كريمة، ثم تجيء لتجد هنا مادة اللؤم الطبيعي.لو كانت حجّاجة صوّامة، للعنتها الكعبة لوجودها في "إستانلي".الفتاة ترى في الرجال العريانين أشباح أحلامها، وهذا معنى من السقوط.والمرأة تسارقهم النظر تنويعًا لرجلها الواحد، وهذا معنى من المواخير.أين تكون النية الصالحة لفتاة أو امرأة بين رجال عريانين؟!يا لحوم البحر! سلخك من ثيابك جزار!”