“عمر ما راجل احترم مراته علشان عندها شهادة، وعمره ما بقى عليها لأنه عارف إنها مستغنية عنه .. الراجل بيحترم مراته لأنها ست محترمة ، وبيبقى عليها لأنه محتاج لها ولأنه سعيد بيها ولأنها جزء من حياته ..”
“وقد تجمع عناد أمينة كله في هذه اللحظة،وأغلقت على نفسها حجرتها،وأخذت تستعرض أيامها منذ جاءها أحمد خاطباً،وتكشف لها أشياء لم تتكشف لها من قبل،لقد عشقت حديثه ةعشقت شخصيته،ولم تتنبه قبل اليوم إلى أنه كان في كل أحاديثه يتعمد أن يدحض آراءها وينتصر عليها ، وأنه كان يتعمد دائماً أن يمحو شخصيتها بشخصيته، وكانت تتقبل انتصاره لأنها لم تكن تلحظ أنه يتعمده ولم تكن تحس فيه بمعنى الانتصار، وكانت تدع شخصيته تفرض نفسها عليها لأنها لم تكن تقارن بين شخصيته وشخصيتها أو تضع الحدود بينهما..”
“وعلى عكس ما تعتقد فإني منذ وعيت وأنا أهوى تتبع الحياة السياسية والإجتماعية، إلى أن أكتشفت أن الحياة كلها أصبح يسيطر عليها اللصوصية..سرقات..إختلاسات..رشاوى..تهريب..عمولات..مجاملات..بلاوي..وأكتشفت أن كل هذا أصبح كأنه سنة الحياة..كأنه مبادئ وطنية..أصبح النجاح يقدر بقيمة ما في جيبك ولا يهم كيف حصلت عليه..والذكاء هو أن تصبح غنيا وتملك سيارة دون أن يحاسبك أحد كيف أصبحت غنيا وكيف أمتلكت سيارة..والفقير..أو الرجل العادي لا يعيش فقيرا أو عاديا لأنه أمين شريف، ولكن لأنه فاشل غبي..والقانون.. إنه أصبح كالبيوت الشعبية أو بيوت الفلاحين لا يقيم تحت سقفه إلا الغلابة الضعفاء. بل أن القانون أصبح كسلاح إرهاب، لا يطبق على أحد من المسئولين إلا إذا رأت السلطة تطبيقه عليه.. إذا تحديت السلطة أو أغضبتها طبق عليك القانون، وإذا كانت السلطة راضية عنك أعفتك من القانون.”
“وكانت سعيدة.. ولم تكن تدري سر هذه السعادة.. لم تكن تدري أن الشفقة التي تحس بها نحوه هي سر سعادتها..لأن الشفقة ما هي إلا نوع من الأنانية وحب الظهور وحب العطاء.. إنها إحساس بالقوة تجاه ضعيف.. إحساس بالعظمة إزاء انسان ضئيل.. وهو إحساس يرضي صاحبه ويملأ نفسه غروراً وزهواً فيخيل إليه أنه سعيد.”
“متى إذن تتمتع بالحياة الحرة المنطلقة..متى إذن يكون من حقها أن تفعل ماتريد دون أن تضطر إلى الكذب ، ودون أن تخاف أحداً ، ودون أن يكون لأحد حق عليها؟!”
“عشان توافق لازم يكون من حقك إنك ما توافقش”
“إنها المرأة الوحيدة التي لم تكلفه شيئاً .. شيئاً من عواطفه، ولا شيئاً من ماله.. لقد فرض نفسه على حياتها عندما أراد، فلم تعانده عندما جاء ، ولم تحتج عندما انسحب .. كانت كالشاطئ الجدب لا يملك شيئاً إذا جاءته أمواج الحياة أو انحسرت عنه..”