“الموسمحاولتُ كثيرًا لكن جلدها كان يتقشر عني في كل مرة. كانت تلفظني وتطرحني مثل الثمرة، فشعرت نحوها شعوري نحو الشجرة.كلما مرّ جوارنا رجل أو امرأة جمعني في جيبه أو جمعتني في حجرها.الفلاحون يحسبونني نبتًا مستوردًا، والمهندسون الزراعيون يحسبونني مُخَلَّقًا وراثيًا.تشبثت بحضنها لكن فروعها كانت تهتز كثيرًا.سقطت على الأرض قبل أن أنضج، أخضر، ليس لي جذور، لست مُتَدَرِّنًا كغيري ممن لهم تجارب عاطفية، وليس بي بذور لأُبعث من الأرض بعد أن أموت وأتحلل وأُدفَن في التربة.”
“إنني أصل الآن إلى ذلك المستوى المنحطّ الذي يمكّنني من تبصّر الارتفاع، والتأكد من أنني مجرد جلطة جلدية وعضلية وعظمية في سيلان المادة البشرية التي تملأ العالم منيًا وطمثًا.إنني أهبط الآن إلى تحتي، وإلى تحت تحتي، وأتغطى بطبقات الجلد والشعر ثم الدم والشرايين والأوردة، ثم العظام، ثم أصغر فأصغر، حتى أصل إلى أحطّ مستويات الحياة وأكثرها واقعية وحقيقية، هذا اللحم غير العاقل الذي أسكنه، والذي لا يفهم سوى اللذة أو الألم.إنني أسقط الآن في هذا الجسد الذي ليس لي غيره، وليس لي فوقه أو تحته أو وراءه، وليس فيه سوى ما يجري في تجاويفه من عصارةٍ ودم ونخاع وصديد، أسقط لأعرف، ولست أنوي الصعود.معركتي الأخيرة هي المعرفة.إنني لن أضم لصدري بارز الضلوع، المرتجف من البرد والمتمزق بالروماتزم والمتحشرج بالكآبة نهدي امرأة، لن أضم له بعد ذلك أبدًا نهدي امرأة، لكنني سوف أعرف.سوف أعرف.”
“يؤلمني في الموتْعريي أمام الناظرين قبل تكفينيلا ثوبَ يخفي عورتيولا الدماء تكفيني>>>>>>يؤلمنا أحياءْخروجنا إلى عوالم العمىٰ والضوءْهبوطناوبؤسنا أمام رهبة اللا شيءْوسلطة الأشياءْوأحجياتْتفرقاتْوتثنياتْفي رقعة البياض والسوادِفي مدى سماءٍ دون ألوانٍ وألوانٍ بلا سماءْتؤلمنا حياتنا بلا سماءْوموتنا بلا سماءْوضحْكنا بلا سماءْبكاؤنا بلا سماءْتؤلمنا السماءْلكي نفرّ دومًا من سماءٍ..لسماءٍ..لسماءْ.!”
“أنا أول المتعوذينْمن شر صبحٍ دنس الرحم المكينْمن غيب ليلٍ زاحفٍ بين المرايا والنوافذ والفؤاد المستكينْمتعوّذٌ بالرب من تيه المهارب والعناكب والمفاتح والسجونْومجمّعٌ شط الخلايابالوصايامن خطاياالسير في درب الشظايامن محيط الروح بالروح الأمينْأنا أول الموتىٰ الذينْ..أنا خاتمٌ في المرسلين مكفّنينْبين الصعالك والممالك والهوامش والمتونْأنا أولٌ في الذاهبين إلى صلاةٍ آخرٌ في العائدينْ”
“يفتُرُ الماء في مضغتي بالضياعْوحديَ الكونُ حَوْلِي يكونْويكونْوأنا أتفتّحُ في الظلمات كمِثْل العيونْوتكونْلي..عيونْأنتشِي..لي..عيونْ !!يتفتّح بالنقشِ والضوءِ في كُتلتي الكونُ مثْلَ انطباعْأتكوّنُ بالكونِ أمْ يتكوّنُ..هذا النزاعْ..يعتريني عُضيًّا عُضيًّا من الماء حتى الشطوطِ،من الضوءِ حتى شروق المَشاهِدِ،من جفن عينٍ يُفتّحهُ النقشُ في الكتلِ الصامتاتِ،ومن كل شيءٍ إلى أن يكونْ.!”
“المارْش الشيطاني، هذه الحركة لا بد وأنها تصور المارش الذي يقوده الشيطان إلى الجحيم، إنها موسيقى مخيفة، ومع ذلك قادرة على إحياء الجماد، إن نغماتها تتغلغل في أعصابي وتسير فيها كالنمل، فأشعر بأنني أتذبذب، أنهار، وأنفجر، ومن المعتاد أن تصيبني نوبة أرتيكاريا حادة بعدها، فأشعر وكأن جلدي يُطهَى دون نار، ويتقشر من النضج على لحمي.”