“لا ! لن أدخل في تفاصيل , هذه ليست سيرة ذاتية , هذه رسائل من زوج إلى زوجته , وحتى لو كانت سيرة ذاتية هناك أشياء لا يجوز أن يطلع عليها أحد .. والسيرة الذاتية ليست مبرراً كافياً , أو ناقصاً , للتعري وإيذاء الناس !”
“السيرة الذاتية ليست مبرراً كافياً أو ناقصاً للتعري وإيذاء الناس .”
“كانت أياماً حلوة يا طبيب "كانت تلك هي الأيام يا صديقي" كما تقول الأغنية المشهورة. كانت الحياة رائعة، وكان الشباب أروع منها، وكان الحب أروع منهما، وكنا أروع الرائعين. كنا جميعا نحلم بولاياتعربية متحدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية. نريد أن نسافر عبر الأمة العربية فلا يصدنا جمرك ولا يعترض طريقنا مخفر. كانت أحلامنا كبيرة , يادكتور. كنا نقول " فعلها الأمريكان . فلماذا لانفعلها نحن؟". كانت الحياة طيبة وبسيطة وكنا شباباً طيبين وبسطاء. لم يكن أحد منا يعرف معنى فيفتي /فيفتي أو ون برسنت. ولم يكن أحد منا يحلم بفيلا فخمة أو بركة سباحة أو منصب خطير أو كرسي دوار، كنا نحلم بولايات عربيةمتحدة وبجيش واحد وبعلم واحد.كنا نحلم بمجتمع يحفظ للإنسان العربي كرامته. مجتمع لا يجرجرونك فيه إلى القسم دون سبب ولا يحتجزونك دون تهمة ولا يعتقلونك دون أمر قضائي. كنا نحلم أن نركب السيارة من المحيط وننطلق فلا نقف إلا عند الخليج .لايسألنا أحد عن التأشيرة . وعندما نتعب ننام في موتيل دون أن نبرز الهوية . نحلم بأن نمشي فلا يستوقفنا أحد ويستفهم عن المرأة التي معنا وهل هي جدتنا أو خالتناكنا نريد أن نتجول في شوراع المدن العربية دون أن نحمل شجرة العائلة على صدورنا, وعقد الزواج في جيوبنا وبطاقة أحد المتنفذين على جباهنا.”
“هل هذه الذكريات كالأرواح المنكودة التي غادرت أجسادها ولم تستطع التحرر من سجن الأرض فأصبحت أرواحاً ضائعة لا يؤويها أحد.”
“الإستمتاع بالفن ، لا يمكن أن يكون وسيلة تعذيبو لا يمكن ان يشقي الإنسان نفسه في سبيل أن يقول : إني قرأتو لهذا فأنا لا استطيع ان افهم الذين يقولون : إن الذي يريد ان يتذوق شعرنا عليه أن يتصارع مع القصيدةو يقضي ساعات و يبذل مجهوداً فكرياً لكي يفهم معاني القصيدةأعتقد ان هذا منطق غريب جداًلأن الناس عموماً لا يقرأون الأدب إلا للمتعة الفكريةفإذا انعدم التفاعل ، انعدمت المتعة الفكريةو من السخف ان يعذب الانسان نفسه بقراءة شعر سخيف أو رواية ركيكة !”
“إن تأثير مدرس الجامعة، على خطورته، لا يبلغ عشر معشار تأثير مدرس ما قبل الجامعة. والسبب بسيط: عقل الصبي صفحة بيضاء يستطيع المدرس أن يملأها بما يريد. أما في المرحلة الجامعية فإن الصفحة تتحول إلى صفحة مليئة بالتجارب غثها وسمينها. لا يستطيع المدرس الجامعي، بالغاً ما بلغ تأثيره، أن يغير مساراً أو يوجد ثقة أو يخنق طموحاً أو يقضي على موهبة.”
“روح الشعر هي التشبيهات و الإستعارات و الكنايات و الإيماءاتو إذا زالت هذه فماذا يبقى من اسلوب الشعر ؟مشكلتنا مع كثير مما يكتب هذه الأيامأنه يقع ضمن دائرة الغموض المطلقلذلك فهو أدب لا يستمتع به سوى الذين كتبوههذا اذا فهموه هم !”