“وترسب الحنين طبقات فوق طبقات، وكمن في الأعماق مع رغبتها الدافقة في الحياة، وفي الانطلاق.”

“ووقفت ليلى على الشاطئ ترقب تيار الحياة وهو يتدفق. وشئ في قلبها يثور ويتمرد، يريد أن يصل مابينها وبين تيار الحياة. وشئ في عقلها يشدها إلى الوراء، ويطوقها، ويحبسها على الشاطئ.”

“وهذا أيضا هو سبب ترددي في الكتابة إليك ولكن حنيني الجارف إلى الوطن لم يترك لي الاختيار فقد اصبحت أنت رمزا لكل ما احبه في وطني وعندما أفكر في مصر أفكر فيك وعندما أحن إلى مصر أحن إليك. وبصراحة أنا لا أنقطع عن الحنين إلى مصر.”

“هي أبدا لن تفهم كيف يتأتى له أن يحبها؟ كيف يستطيع أن يحب امرأة بروحه، وأخرى بجسده؟! والأخرى؟ ألم يخطر في باله أبداأنها انسانه بدورها وأنه قد أضرها في جسدها وفي عواطفها وفي انسانيتها؟ أبدا.. إنه مطمئن مرتاح وعلى وجهه تبدو نظرة جديدة حزينة، نظرة الشهيد، شهيد الواجب”

“وارتخت قبضتها على المجدفين.. إلى أين تذهب؟ إلى أين تهرب؟.. وممن؟.. من الناس! الوحدة معها وهي وحيدة، والوحدة معها وهي مع الناس. الوحدة فيها هي، في نفسها، في أعماقها، في دمها كالسرطان تنمو وتتضخم.”

“ورفع عصام إلى ليلى عينين مغرورقتين بالدموع وقال:عارفة ياليلى زي ايه؟ زي واحد في الصحرا بيحفر الأرض عشان يوصل لنقطة مية، ويفضل يحفر ويقول دلوقت حاأوصل، كمان شوية حاأوصل، المرة الجاية، وفي كل مرة بينزل لتحت، في كل مرة بيتحبس أكتر في الحفرة اللي بيحفرها، ولا بيوصلش، والمية مابتظهرش.”

“لم يعد الموت هو الذي يخيفها، لم يعد الموت يخيفها.. من هي؟ .. قطرة في بحر، والبحر مواج بها ومن غيرها، وان ماتت فهي واحدة من الآلاف الذين ماتوا، وان عاشت فهي واحدة من الملايين الذين اغتصبوا حقهم في الحياة. لا، ليس الموت الذي يخيفها، ولا العدو الذي يستتر خلف سور المطار، أن عدوها الرئيسي يرقد هنا، في أعماقها: ضعفها. وأغمضت عينيها، وأحكمت اقفال فمها حتى لا تتسلل إليها الرعدة”