“يُفكِّر أن عليه الانطلاق منشيء يعرفه إلى شيء لايعرفه، لكنه يلاحظ أن انطلاقاتهالعديدة التي هي بعدد رملشاطئ صغير، كانت تتوقَّف بعد...البداية بقليل، وبهذا كان يقف غريباً،قريباً من شيء يعرفه، بعيداً عنشيء لا يعرفه، ومع تكرار المُحَاوَلات،أدرك أن الوصول إلى شيء لا يعرفهمن شيء يعرفه، يساوي غربة المسافة،وليس الانتقال من شيء يعرفهإلى شيء لا يعرفه”
“ليس هناك فكاك من هذا التصور . انا فى وسط جزيرة. كما ان هناك اخرين فى جزر مشابهة. لا أحد يعرف السباحة أو يحبها أو يحلم بتعلمها. والحال أن كل واحد منا يقبع فى وسط جزيرته يفكر فى الاخر.يفكر أن الاخر يعرف السباحة ويحبها ويتمرن عليها يوميا فى الأزرق الكبير. ولهذا ينتظر كل واحد منا ضيفا من جزيرة مجاورة. أنتظار تلك الزيارة يبتلع المستقبل كله. ومع الوقت ينسى الضيف. ويبقى الأنتظار بكل سكونه مفتوحا على المستقبل. ولو زار أحدكم جزرنا لخدع وهو يقول .لا أحد فى تلك الجزر الموحشة. لا أثر لحياة هنا. لكن قبل أن تقول ذلك. دع الصمت يأخذك الى جذع شجرة سميك. اننى أوصلك بها”
“فكَّرتُ أنني لا بد من أن أكون في رحلةٍ،وأنني لن أكون ما أنا عليه حقاً، أي ماأنا عليه بالفعل قبل بدايتها، إلا في نهايتها،وفكَّرتُ أيضاً أن رحلتي لتلك النهاية لنتكون إلا بلقاءٍ مع مَنْ أصبح هو نفسه مرتين،مرة قبل بدايتها، ومرة بعد نهايتها..”
“تخضع حياتي اليومية لتكرارات عقلية وجسدية،تدور التكرارات في حيز مكاني ضيق،وهي تحدث دائماً بصيغة الجمع،أي أنني لا أذكر للتكرار مرةً أولى أو ثانية،ولا أذكر أيضاً كيف تراكم فوق الكتفين،... يبدو أن التكرار في مرته الأولى أو الثانية أو حتى الثالثة،كان اختلافاً، كان يلمع ببريق البداية، ويحدث تحت مبدأ الندرة”
“البرنوجرافيك هو القاتل الخفي لكل أملٍ فني في مشهد الحب. إن معركة الفنان الحقيقي ليستْ مع مشهد الحب، بل مع ما قبل مشهد الحب، ومع ما بعد مشهد الحب. إن مشهد الحب الكبير في السينما والأدب موجود فقط كي يتم تجاوزه، هو في حقيقته مشهد فارغ، لكنه فراغ لا ينفي العمق، فراغ يجعل الأشياء تدور من حوله، على محيطه إلى أن يبتلعها كثقب أسود.”
“خطوة واحدة تجاه العمل، مجرد خطوة استعداد ليس أكثر،فإذا بالحواجز والأشباح والحشود ترتفع في وجهي، ولسانحالها يقول: النقاهة فرْضُكَ، والراحة سجْنُكَ”