“مرّ على العالم الإسلامي ما يقرب من عشرة قرون, وكثير من الناس يهتمون بالصيام أكثر من اهتمامهم بالصلاة حتى قال ابن الجوزي-رحمه الله-:"وفي زماننا من إذا جلدته حتى يصلي ما صلى, وإذا جلدته حتى يفطر في رمضان ما أفطر!", مع أننا نعرف أن أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين هو الصلاة, وهذا الخلل في الاهتمام ظلّ موجودًا إلى عهدٍ قريب, ولا نستطيع أن نفهمه إلاّ إذا عدنا إلى التاريخ؛ ويغلب على ظني في هذا السياق أن الأمة مرّت بفترة انقطاع حضاري ساد فيها الجهل, وقلّ العلم , وحين يحدث ذلك يصبح تحكّم العادات و التقاليد بسلوك الناس أكثر من تحكّم المبادئ والأحكام الشرعية... ويبدو أن إفطار رمضان يعبِّر في نظر الكثيرين عن نقص في الرجولة, وليس كذلك ترك الصلاة, وهذا ما دعا الكثير من المسلمين في الماضي إلى التشبث بالصيام والتهاون بالصلاة.”
“حين يسود الجهل ويخيم الجمود العقلي يسارع الناس إلى تصديق كل ما يسمعونه ويتلقونه على أنه حقيقة ثابتة مع أنه في الواقع لا يعدو أن يكون رأيا من الآراء”
“المفكر يحذر من السير الطويل في الطرق المسدودة , كما يحذر من الصيرورة إلى وضعيّة يضيع فيها الناس الممكن في طلب المستحيل , ومن هنا فإن علينا أن نخرج من فخ المعادلات المقفلة والعمل على توسيع دائرة الخيارات , فنحن إذا كنا لا نستطيع تكوين دولة واحدة نستطيع أن لا نعيش ممزقين , ونستطيع تحقيق نوع من التعاون الذي يحقق كثيرا من ميزات الوحدة ”
“مما ابتلي به كثير من الناس المنتمين إلى جماعات وأحزاب (وهذه تشمل الإسلاميين وغيرهم )التهوين من شأن العمل الفردي ولمز أصحابه ، وهذا لا ينبغي ، فقد رأينا من أفراد المسلمين من أحدث من التأثير الإيجابي في الحياة العامة ما يفوق ما أحدثته جماعة بأسرها.”
“ما يُطلب من أجل تحبيب القراءة إلى الأطفال كثير ,وهذا صحيح فمن يرغب في تنشئة راقية ,وإعداد أبناء جيدين للحياة , فإن عليه أن يدفع الثمن”
“سيظل في مجتمعاتنا نوع من النقص ونوع من القصور ,وسيظل فيها من يركن إلى العادات والتقاليد على حساب الامتثال للعقيدة والمبدأ,ومن ثم فإن من واجب الصفوة من المسلمين والنخبة من المثقفين أن يكونوا أمام مجتمعاتهم,وليس في سياقها ,إنهم لايخضعون للسقف الحضاري الذي تحدده,وإنما يعملون على نحو مستمر على رفع ذلك السقف من أجل الارتقاء بالمعايير والنماذج التي تقدمها للأفراد. ”
“تذكر حاجة أمتك و بلدك و شعور الناس بالفخر بالانجاز الكبير الذي ستحققه بعد تخرجك .. هل تستحق أمة الإسلام أن ترفع عن كاهلها عبء الجهل في تخصصك ؟ أنت على ثغرة من ثغور الأمة فهل سنؤتى من ثغرك ؟)”