“ وماكان هدي محمد بين اصحابه صلى الله عليه وسلم إلا مدرسة بلغت العالم رسالة حضارة جديده ”
“عندما يتجسد المثل الأعلى في شخصٍ ما، فإن هنالك خطر مزدوج :فسائر أخطاء الشخص ينعكس ضررها على المجتمع الذي جسد في شخصه مثله الأعلى، وسائر انحرافات ذلك الشخص تترصد كذلك في خسائر، وتكون هذه الخسارة إما في رفض للمثال الأعلى الذي سقط، وإما في ردّةٍ حقيقية يعتقد عبرها بإمكانية التعويض عن الإحباط باعتناق مثلٍ أعلى آخر.إن خطر التجسيد قد وضعه القرآن صراحة في وعينا بقوله:( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)هذا التحذير ليس موجهاً هنا لتفادي خطأ أو انحراف مستحيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه من أجل الإشارة إلى خطر تجسيد الأفكار بحد ذاته.”
“أن لكل حضارة نمطها وأسلوبها وخيارها، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح ببصره إلى ما حواه مما يحيط به: نحو الأشياء.بينما الحضارة الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها، سبح خيارهُا نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة: نحو الأفكار.”
“ولكن التاريخ يقرر أن الشعب الذى لم يقم برسالته,أى بدوره فى تلك السلسلة,ما عليه إلا أن يخضع ويذل”
“إن العالم الإسلامي لايستطيع في غمرة هذه الفوضى أن يجد هداه خارج حدوده, بل لايمكنه في كل حال أن يلتمسه في العالم الغربي الذي اقتربت قيامته, ولكن عليه أن يبحث عن طرق جديدة ليكشف عن ينابيع إلهامه الخاصة ومهما يكن شأن الطرق الجديده التي قد يقبسها , فإنالعالم الإسلامي لايمكنه أن يعيش في عزلة بينما العالم يتجه في سعيهإلى التوحد فليس المراد أن يقطع علاقاته بحضارة تمثل ولا شك إحدى التجارب الإنسانية الكبرى, بل المهم أن ينظم هذه العلاقات معها”
“إن الحضارة هي التي تصنع منتجاتها، وعليه فلو عكسنا القضية بأن نحاول أن نصنع حضارة من منتجاتها فإننا نستخدم سياسة وضع المحراث أمام الثور.”
“إن علينا أن نكوّن حضارة ، أي ان نبني لا أن نكدس .فالبناء وحده هو الذي يأتي بالحضارة لا التكديس ولنا في أمم معاصرة أسوة حسنة”