“إياك و الرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك...”
“ بل أصبحت عاجزة كل العجز عن أن تخلو إلى نفسها في يقظة أو نوم، إنما هي مستصحبة هذا الشاب إن حضر و مستصحبة هذا الشاب إن غاب. لا تهم بالخلوة إلى ضميرها حتى تجد صورته ماثلة فيه، ولا تمد عينها إلا رات شخصه”
“كان التاريخ في ذلك الوقت، كما كان في أكثر الأوقات ،أرستقراطياً لا يحفل إلا بالسادة ،ولا يلتفت إلا إلى القادة”
“لا تكاد هذه الألفاظ تتجاوز أذنيك إلى عقلك فضلا عن أن تتجاوزها إلى قلبك وإلى ضميرك فتثير فيهما عاطفة أو هوى أو ميلاً، وتدعوك إلى أن تقدر الحياة كما ينبغي أن تقدر الحياة. صدقني أنكم لا تدرسون الشعر ولا تدرسون الأدب، وإنما تدرسون ألفاظاَ ومعاني وصوراً ليست من الشعر ولا من الأدب في شيء.”
“ولكن السحابة تسعى متثاقلة متباطئة في جدٍ مع ذلك و تصميم، وقد قَدّمت بين يديها نذرا لم تسمع لها مصر و لم تصغ إليها، وما تزال السحابة في سعيها تسبقها ظلمات، و تكتنفها ظلمات، و تتبعها ظلمات، حتى تبلغ وادي النيل فتطبق عليه إطباقاً؛ و إذا هي تحجب عنه الضوء، و تصدّ عنه النسيم، و تضطره إلى حياة فيها البؤس كل البؤس، و فيها الشقاء كل الشقاء، وفيها العودة إلى ذل كانت مصر قد برئت منه، و إلى خمول كانت مصر قد حطّت عن نفسها أثقاله، والى يأس كانت مصر قد فرجته عن نفسها تفريجا؛ و إذا نفوس تزهق، ودماء تراق، و آمال تُحطم، و عزائم تُفل، و قلوب يملؤها القنوط، و وجوه يغشيها العبوس، و ثغور كانت تبتسم فمُحِي عنها الابتسام محواً، و إذا حزن متصل و يأس مقيم، و إذا أمور مصر ليست إليها، و إذا هذه الأسباب التي كانت مصر تمدها موفقة إلى مجد جديد تقطع تقطيعا، و إذا السلاسل و الأغلال تفرض على هذا الشعب الذي كان قد حطم السلاسل و الأغلال”
“وما أعرف شيئاً يدفع النفس-ولا سيما النفوس الناشئة- إلى الحرية و الإسراف فيها احياناً كالأدب”
“و قد تسألين كيف ارتقت به هذه العظمة الكاذبة من درجة الى درجة، و من مكانة الى مكانة، و لكني أرجو أن تكوني أقل سذاجة من هذا يا سيدتي، فليس ينبغي أن تسألي عن الضعفاء و العاجزين كيف يرتفعون فذلك ملائم لطبيعة الاشياء، و انما يجب أن تسألي عن الأكفاء كيف يثبتون في مواضعهم و كيف يتاح لبعضهم أن يرقى إلى شئ من امتياز المنصب و ارتفاع المكانة فذلك هو المخالف للطبيعة، المباين لمنطق الدنياكما يقول أديب من أصدقائنا”