“انظر إلى الدمع فأراه متعبا مثلنا ،ولست أدري حين كنت أضع رأسه على كتفي هل كنتُ أضع رأسه أم أضع تلك الدموع التي قد تكون مثلنا تبحثُ عن كتف .”
“هل كانت تلك الأيام القليلة التي لم أرها فيها كافية لأن تجعلها تكبر إلى هذا الحدّ؟ هل كبرت أنا أيضا؟”
“اكتشف تلك الصلابة التي لم يتصورها صلابة العتمة حين تطبق على الكائن الحي”
“لكن تلك العزلة, كانت البداية التي لابد منها..البداية التي لو لم يمتلكها المرء لما استطاع الوصول إلى ما تلاها: تركب البحر قد تصل جزيرة : تعبر الصحراء قد تبلغ واحة : تسكن العزلة قد تبلغ نفسك”
“كل مدينة لم أتهاوً على مقاعدها الرصيفية متعبا لا أستطيع القول أنني عرفتها”
“تبادل تهم ودموع وزيارات واتهامات واشتباكات ومماحكات!وعندما أتعب أضع رأسي على كتف قاسيون وأستريحولكن عندما يتعب قاسيون على كتف من يضع رأسه؟”
“أتذكر، حين جاء جمال لخطبتي، حين حدث أبي، وحين ارتبك أمام سؤاله الذي لم يكن مفاجئا، السؤال المتوقع الذي يسأله أهل أي عروس: من وين بتعرف البنت؟!ارتبك الحزين!! قال لي إن السماء سقطت على رأسه، وبعج قليل عرف أنها كانت ممتلئة بالغيوم. هكذا كان يستعيد الحكاية ويضحك: غرقت في ماء لم أر مقله يا آمنة، لا، ليس عرقا، لو كان عرقا لأحسسته يتسلل من تحت ثيابي، لكنه كان يأتي من تحتها ومن فوقها.. قال له: وتحبها أيضًا!وتجرأ الحزين وقال له: وهل على الرجل أن يتزوّج المرأة التي يكرهه؟! - بتتمسخر عليّ؟ّ هكذا صرخ أبي في وجهه. بتتمسخر عليّ؟ ما في عندي بنات للزواج.”