“يتخطى مثل هذا التصور حول الخطوات التنظيمية لـ "الثورة الوجودية" بشكل واضح - كما هو جلي من هذا العرض- إطار الديمقراطية البرلمانية الكلاسيكية التي استقر عليها الوضع في الدول الغربية المتقدمة والتي تتعرض لعثرات من وقت لآخر. وبما أنني أطلقت مصطلح "نظام ما بعد الشمولية" لخدمة أفكار هذه الدراسة, ربما يمكنني أن أشير إلى هذا التصور المطروح - على الأقل في الوقت الحاضر- على أنه رؤية لنظام "ما بعد الديمقراطية".”
“الجانب الوحيد الايجابي في طبيعة نظام ما بعد الشمولية وفي غياب سياسة طبيعية وضبابية تعمل على وجود فرصة في تغيير سياسي ناجز هو أنها تدفعنا إلى أن نتدبر أمورنا على خلفية ملابساتها العميقة, ونفكر في مستفبلنا في إطار رؤى طويلة المدى وشاملة للعالم الذي نحن جزء منه. إن ضرورة أن نتأكد على الدوام أن صراع الإنسان مع النظام يدور على مستوى أعمق من مستوى السياسة المباشرة, يحدد على ما يبدو وجهة هذا التفكير.”
“إننا لا نبغي بالتماس حقائق التصور الإسلامي، مجرد المعرفة الثقافية. لا نبغي إنشاء فصل في المكتبة الإسلامية، يضاف إلى ما عرف من قبل باسم "الفلسفة الإسلامية". كلا! إننا لا نهدف إلى مجرد "المعرفة" الباردة، التي تتعامل مع الأذهان، وتحسب في رصيد "الثقافة"! إن هذا الهدف في اعتبارنا لا يستحق عناء الجهد فيه! إنه هدف تافه رخيص! إنما نحن نبتغي "الحركة" من وراء "المعرفة". نبتغي أن تستحيل هذه المعرفة قوة دافعة، لتحقيق مدلولها في عالم الواقع.نبتغي استجاشة ضمير "الإنسان" لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني. نبتغي أن ترجع البشرية إلى ربها، وإلى منهجه الذي أراده لها، وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان، والتي تحققت في فترة من فترات التاريخ، على ضوء هذا التصور، عندما استحال واقعاً في الأرض، يتمثل في أمة، تقود البشرية إلى الخير والصلاح والنماء.”
“هذا لأنك كسائر الناس على هذا الكوكب، آمنت أن الوقت كفيل بتعليمك التقرب إلى الله. لكن الوقت لا يعلم، كل ما يفعله هو مدنا بحس من الإعياء والتقدم في العمر. ”
“لأننا اليوم تعودنا أن نفترض ان الوقت هو بعد في الفضاء وأن الفضاء هو بعد في الوقت. كما ان هذا الافتراض ايضا يتيح التأمل والتفكر في أنه قبل أن يتشكل الكون لم يكن هناك أي فضاء (وبالتالي لم يكن هناك وقت ايضا،) ولم يكن هناك وقت (وبالتالي فلم يكن هناك فضاء)”
“الموت.إنّ أحدنا ليفكر كثيراً خلال مسيرة الحياة بأنه في يوم ما، بعد سنوات، بعد شهور، بعد أسابيع أو بعد أيام تحضيرية، سيصل بدوره إلى عتبة الموت. إنه القانون المحتم، المقبول والمنتظر، مهما اعتدنا السماح لأنفسنا بحمل الرّضا في الخيال عن هذه اللحظة، العليا بين جميع اللحظات التي سنلفظ فيها نفسنا الأخير.ولكن، في هذه اللحظة الأخيرة في هذا النفس الأخير، ماذا عن الأحلام والقلق والآمال، والآلام التي كانت موضع اعتداد في حياتنا!ما الذي ما زال يخبئه لنا هذا الوجود المليء بالقوة قبل زواله من المسرح الإنساني!هذا هو العزاء والمتعة والسبب في شرودنا الجنائزي:أبعيد جداً هو الموت، وغير متوقع هذا الذي بقي علينا أن نحياه.”