“لا يعني إنتهاء نظام ديكتاتوري أن جميع المشكلات التي خلفها ستنتهي، فسقوط نظام معين لا يخلق المدينة الفاضلة، بل يفتح المجال أمام عهود طويلة لبناء علاقات ءإجتماعية وإقتصادية وسياسية عادلة ويهيى للقضاء على أشكال الظلم والإضطهاد الأخرى. لقد استطاع تحدي الشعوب الذي تميز في الغالب باللا عنف منذ عام 1980 إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وسلوفينيا ومدغشقر ومالي وبوليفيا والفلبين، لكن من المؤكد إن إنهيار الأنظمة الديكتاتورية لم يحل جميع المشكلات الأخرى في هذه المجتمعات كالفقر والجريمة وعدم الفعالية البيروقراطية وتخريب البيئة فذلك ما تورثه الأنظمة القمعية. لكن سقوط هذه الأنظمة الديكتاتورية كان له الحد الأدنى من تخفيف معاناة ضحايا القمع وفتح الطريق أمام إعادة بناء هذه المجتمعات بوجود عدالة إجتماعية وحريات سياسية وديمقراطية وشخصية”
“قد تكون (للديمقراطيات) الغربية هنات تنال منها، لكن هذه الأنظمة لا تهزمها قصيدة هجاء، أو خطبة رنانة، إنما يهزمها نظام ينفي الاستبداد، ويعز الشعوب، ويصون الفطرة، ويحترم البرهان، ويطارد الأوهام.”
“إن النظام القانوني بمعناه الضيق يخدم نظام ما بعد الشمولية بنفس الطريقة المباشرة. وهو لا يختلف في ذلك عن باقي المجالات الأخرى لعالم "القوانين والمحاذير".لكنه في الوقت نفسه يشير إلى طريقة هذه الخدمة في بعض مستوياته بدرجات مختلفة من الوضوح. هذه الطريقة التي تُقرّب وظيفته من وظيفة الأيدلوجية على نحو صارخ, إن لم يكن يجعل من النظام جزءاً لا يتجزأ من تلك الأيدلوجية.”
“بات على الإسلاميين التحرر من الإحساس العميق بالاضطهاد والمطاردة الذي سكنهم منذ عقود طويلة، ليحل محله إحساس إيجابي أعمق بالمسؤولية. لم ينته بالطبع التدافع بين الأنظمة الحاكمة ومعارضيها، لاسيما الإسلاميون منهم، ولا يبدو أن الظلم التذي تمارسه أغلب الأنظمة سينتهي قريبا. ولكن الإسلاميين اليوم باتوا قوة شعبية كبرى، تفوز بعشرات المقاعد في انتخابات بلادها، وتقود نقابات واتحادات طلابية وهيئات مدنية. وهذا ما يتطلب تحمل مسؤولية الدفاع عن مطالب الناس وحاجاتهم وأمانيهم، والارتفاع إلى مستوى هذه المسؤولية.”
“يقول زوجها "أرى أن الفساد صار جزءًا من الأنظمة" شرح قائلاً : "الذي تسمينه فساد يُشكل جزءًا من كل الأنظمة،كلها .. بل أكثر من ذلك،لو لم يكن الفساد موجودًا ماعملت الأنظمة. المهم هو معرفة بأي جزء من النظام يوجد الفساد ،والتحكم فيه لكي لا ينمو أكثر مما تستطيع كل مؤسسة أن تتحمله.ولكن بصفة عامة،وانطلاقًا من مستويات معروفة من المسئولية،الفساد ليس فقط أمر غير سئ،بل إنه أمر مرغوب فيه .التفكير في العكس على أحسن تقدير هو سذاجة." (!)”
“إن كل نظام في الدنيا يساء استعماله، وكل صاحب سلطة لا بُدّ من أن يتجاوزها إذا كان سيء الأخلاق ضعيف الوازع الديني، ومع ذلك فلا يخطر في البال أن تلغى الأنظمة الحالية الصالحة لأن بعض الناس يسيئون استعمالها، أو أن لا تعطى لأحد في الدولة أية صلاحية لأن بعض أصحاب الصلاحيات تجاوزوا حدودها”