“وفي بعض الليالي لم يكن ما أتخيله حسنا. فقد كنت أحلم بالانتقام، وأعيد تصوره مرارا وتكرارا إلى أن تسفر السماء عن تباشير الفجر الرمادي. كم كان يملأني هذا الشعور بالحاجة إلى أن أغدو رجلا بسرعة كبيرة، ولكن ليس لأقوم بالأشياء المرتبطة بالرجولة وامتيازاتها، بل لأغير الماضي، لأنقذ تلك الصبية من يومها الأسود.”
“التكفير عن الماضي وتحويل كل شيء (كان) إلى (ما أود أن أحوزه) هذا وحده ما أسميه التفكير”
“فإن الإنسان إنما سبيله:أن تفيده الملل بالوحى ما شأنه ألا يدركه بعقله وما يخور عقله عنه وإلا فلا معنى للوحى ولا فائدة إذاكان إنما يفيد الإنسان ما كان يعلمه،وما يمكن غذا تأمله،أن يدركه بعقله.ولو كان كذلك لوكل الناس إلى عقولهم،ولما كان لهم حاجة إلى نبوة ولا إلى وحى لكن لم يفعل بهم ذلك،فلذلك ينبغى أن يكون ما تفيده الملل من علوم:ما ليس فى طاقة عقولنا إدراكه.ثم ليس هذا فقط، بل ما تستنكره عقول بعض منا.فإن ما تستنكره بعض العقول وتستبشعه بعض الأوهام قد لا يكون فى الواقع منكرا ولا بشعا.”
“إن السماء لا تريد أن أصرف العمر صارخة متوجعة في الليالي قائلة متى يجيء الفجر، وعندما يجيء الفجر أقول متى ينقضي هذا النهار. إن السماء لا تريد أن يكون الإنسان تعساً لأنها وضعت في أعماقه الميل إلى السعادة، لأنه بسعادة الإنسان يتمجد الله. . .”
“الأكثر وجعا ليس على ما لم يكن يوما لنا، بل ما امتلكناه برهة من الزمن، وسيظل ينقصنا إلى الأبد.”
“أردت أن اتعلم في السجن مالم أتعلمه طيلة حياتي قبل الدخول إلى هذا العالم. لقد كنتُ أحاول أن اتعلم الحياة هناك . كنت تائقا الى فهمها . كم أضعنا من الشهور والسنين نحاول أن نعرف من نحن او ما نحن فما اهتدينا !! لقد كان السجن أفضل قدر للالتقاء بانسان يمكنه أن يجيب عن هذا التساؤل”