“كان الغرباء يتساقطون أمواتاً ما إن تتبدّى لهم دمامة وجه الرجل الضاحك، فيتجنّبه الجميع... كان الرجل الضاحك في عزلته القاسية يتسلّل كل صباح من وكر اللصوص، ويتوغل في الغابة الكثيفة المحيطة بالمكان. هناك كان يوطّد أواصر صداقته مع الحيوانات من كل الأجناس. كان ينزع قناعه ويحدّثها بلغتها بصوت شجي ورقيق، ولم تكن الحيوانات ترى أنه بالغ الدمامة”
“قدر المسافر أن يبتعد فى الطريق ليقترب أكثر من كل ما كان في نفسه ولم يراه.”
“أما وجه اميليا كان وجه من وجوه الجحيم ، كان يذكرني بالشر ، في العينين الزرقاوتين لمعة حادة تؤكد ما في الشفتين الكبيرتين من غدر صريح ، أنه وجه أقرب ما يكون إلى استدارة وجه الطفل مما يؤكد أنه غير وجهها الحقيقي . لأن في العينين والشفتين رغم ابتسامتها المستمرة ، صلابة وعنفاً فهي كأنها تقول : أن تأتمنني ! فـ على مسؤوليتك إذا كان لابد من مغامرة مع امراة فليكن وجهها وجه اميليا أنه وجه دنيوي ، أرضي ، فيه المكر الثعلبي الذي لا بد منه لـ امرأة مغامرة”
“كان في عينيك دعوة لشيء ما..كان فيهما وعد غامض بقصة ما..كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي من كوارث بعد ذلك بسببهما”
“كل ما فيها كان أبهى من كل ما فيها.”
“كل ما كان عبادة لله كان صرفه لغير الله شركا في العبادة”