“هائلٌ هو الحزن الذى فى مقدور رجل وامرأة أن يخلُقاهفيما بينهما،مثلما هما كبيران ذانك العصفورانالواقفان على الغصن يتناقرانوكبيرةٌ هى الشجرة نفسهامع أمطار تحت الشمسباديةٍ على وجههاستمطر أم لن تمطر؟سيغرّد العصفوران نفساهما؟هل سيدومتدفق ذلك الحزن الهائل مثل بحيرةأو بحرٍ بين رجل وامرأة؟هل سيطير الحزن بين شجرة وشجرة؟مثل خطوات وحيدة فى غرفة؟مثل لآلىء فى الهواء؟مثل ألواح مثل جسورٍ مدمرَّة؟ثمة غُصَين سقط على الغصنطافيا.هائل هو الحزن الذى فى مقدوررجل وامرأة أن يسبّباه لنفسيهمامثلما هو هائل إبحار الغصن فى البحيرةمبتلاً بجسارتهِ ذاتِها.”
“هى مثل الشعر تطرب القلب بالالم يوجد فى بعض السرور والسرور الذى يحس فى بعض الالم”
“ما الذى روّعه ؟ أهو منظر العظام قى ذاتها، أم فكرة الموت الممثلة فيها، أم المصير الآدمى و قد رآه أمامه رأى العين ؟و لماذا لم يعد منظر الجثث و العظام يؤثر فى مثلى و فى مثل الطبيب ، و حتى فى مثل اللحاد أو الحراس هذا التأثير ؟ يخيل إلىَّ أن الجثث و العظام قد فقدت لدينا ما فيها من رموز. فهى لا تعدو فى نظرنا قطع من الأخشاب و عيدان الحطب و قوالب الطين و الآجر. إنها أشياء تتداولها أيدينا فى عملنا اليومى. لقد انفصل عنها ذلك الرمز الذى هو كل قوتها؟..ما مصير البشرية و ما قيمتها لو ذهب عنها الرمز ... "الرمز" هو فى ذاته كائن لا وجود له. هو لا شئ و هو مع ذلك كل شئ فى حياتنا الآدمية. هذا اللا شئ الذى نشيد عليه حياتنا هو كل ما نملك من سمو نختال به و نمتاز على غيرنا من المخلوقات.”
“لماذا أكتب ؟، هل هى حاجة فى نفس يعقوب قضاها ؟، هل هو مرض الكُتاب المعتاد فى فضح أنفسهم ، وعادتهم الأزلية فى كشف عوراتهم ؟ ، أم أننى أحاول فقط أن اطرد ما تبقى من حبك فى هذا الدفتر الأخضر، لعل حيزأً من الذاكرة يخلو فى رجل تملئينه حضوراً وغياباً .”
“الأرواح قسمان: أرواح معذبة وأرواح منعمة. فالمعذبة فى شغل بما هى فيه من العذاب عن التزاور والتلاقى والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها فى الدنياوما يكون من اهل الدنيا, فتكون كل روح مع رفيقها الذى هو على مثل عملها .”
“الفرح معدٍ..مثل الحزن”