“فالسعى إلى رضا عن فهم الكون هو من الأشياء النادرة التى تسمو بالإنسان فوق مستوى الترهات ،وتنعم عليه بشىء من شرف المشاركة فى هذه المسرحية المأساوية .”
“إن هذه الملايين من البشر المهجورين المطرودين من وليمة الحياة، يتزاحمون ويتصادمون فى ظلمات الأقبية التى دفعهم إليها إخواتهم الكبار، فهم يقرعون بالتلمس بابا ما، ويبحثون عن مخرج ما، حتى لا يختنقوا فى الكهف المظلم”
“إن كثيرين منا قد يشتكون من حياتهم التى لا يستشعرون فيها السعادة، أو من عمل فرضته عليهم ظروف الحياة، أو من إقامة فى مدينة صاخبة لا يستشعرون فيها الراحة، ومع ذلك فهم لا يفكرون فى تغيير حياتهم، واختيار العمل أو الحياة التى تتوافق مع أفكارهم وطموحاتهم إما عن عجز عن تحقيق هذا التغيير، وإما عن خوف من تبعاته، وإما عن افتقاد للجرأة النفسية التى يتطلبها اتخاذ مثل هذه الخطوة المصيرية،وليس من عائد لاستمرار التشكى من حياة لا يستشعر فيها الإنسان السعادة، مع استمرار العجز عن التغيير إلا المرارة وتكدير صفو الحياة، واستنزاف طاقة الإنسان النفسية فى السخط والشكوى والأنين إلى ما لا نهاية.”
“ما من شىء فى هذه الحياه له قيمه فى حد ذاته ... وانما قيمه هذه الأشياء كائنه فى قلوبنا ....وفى الطريقه التى تعكسها بها مرآه نفوسنايوسف السباعى/أثنتا عشرة أمرأه”
“والزكاة المفروضة ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب، بل هى - أولا - غرس لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات. وقد نص القرآن على الغاية من إخراج الزكاة بقوله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها). فتنظيف النفس من أدران النقص، والتسامى بالمجتمع إلى مستوى أنبل هو الحكمة الأولى. ومن أجل ذلك وسع النبى - صلى الله عليه وسلم - فى دلالة كلمة الصدقة التى ينبغى أن يبذلها المسلم فقال: 'تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل فى أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة وبصرك للرجل الردىء البصر لك صدقة' . وهذه التعاليم فى البيئة الصحراوية التى عاشت دهورا على التخاصم والنزق تشير إلى الأهداف التى رسمها الإسلام، وقاد العرب فى الجاهلية المظلمة إليها”
“إن الإسلام وحده هو الذى صان شخصية المرأة ورد كل عدوان عليها وفق قاعدته: " لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض". والذى يحز فى نفسى أن جمهورا من المتدينين الجهلة فى بلادنا تبنّى مفاهيم الجاهليات اليونانية والرومانية وغيرها وقرر أن يحيا فى نطاقها، وزاد إلى هذه السفاهة أن قرر الدعوة إليها بحسبانها مفاهيم إسلامية . كيف نحمى الإسلام من أصدقائه الجهلة؟ فهم أضر عليه من أعدائه السافرين”