“رجــاءاً لا تمنحيني أملاً حــاد الأطراف كهذا !”
“الصيف يجيد صناعة الأشياء الطارئة, السريعة الزوال.”
“ثقيل حضور الأشياء التي لا تُنسى, ولا تعطينا فرصة تجاهلها.”
“لطالما فطنت لفكرة أن الأشياء التي تبدأ محمومة تنتهي فاترة, إذ تستهلك مقوماتها في كلّ ذاك التصاعد البلا تهيئة مسبقة. نحن لا نولد شباباً ويافعين, جُبلنا على النمو المتدرّج, ومثلما هي طبيعتنا التي شاءها الخالق هي كذلك طبيعة أشيائنا.”
“أسوأ ما في الموت أن تموت ببطء, أن تذوي وتتحل وتنفذ أنفاسك تباعاً, أسوأ ما فيه ألا يأتي سريعاً قاطعاً.”
“حينذاك فكرت لو أنني ولدت في الستينات من القرن العشرين وشاهدت الأفلام غير الملونة لما كنت سعيدة جداً.”
“لابد أن الله يحبّ الألوان, ليملأ بها العالم.”
“يقولون: الموسيقى غذاء الروح. وأنا لا أستسيغ تعبيراتٍ كهذة. الموسيقى ذاتها روح فكيف نتغذّى على روح؟ كيف نقبض عليها بدءاً ونحن نعرف ماهيتها ولا نملك وصفاً لكنهها! لكن, العالم صارم ويتطلف تعريفات بمقاييس محددة ليتحقق من موجوداته. الأسماء للذاكرة والتعريفات للمعاجم, والموسيقى برغم أنها تطير, لكنها عاجزة عن تثبيت جناحيها بالدبابيس على قطعة من الفلّين وتجفيف جسدها.”
“الصفر هو الحقيقة الوحيدة المطلقة, وعلى جانبيه, الأشياء مجرد صور متعاكسة للحقيقة نفسها.”
“التاريخ مجرد شرطي فاسد يشترى بالمال والقوة.”
“في السابعة من العمر لا نفهم من السياسة شيئاً علماً أننا نكره بالوراثة أمريكا ونشتم إسرائيل وإبليس معاً !”
“الروتين لا يوجع.”
“الحياة محض إنعكاسك.”
“أحياناً, نحب للسبب الخطأ.”
“ليس سهلاً أن تضطر لإعادة شرح نفسك, أن تعود خطوة للخلف وترسم خطوتك من جديد بوضوح, وتحت ضوء أشد كثافة. أحياناً, يكون عدم الوضوح هو خيارك لتفلت من سلطة أو رقابة, فكيف تشرح ما لم ترد شرحه بدءاً, وكيف تقول: ((أنا أغمز لك لتفهم إشارتي الخفية !)).”
“الأذى يأخذ أشكالاً متعددة حينذاك, أحدها أن تؤخذ نيتك الطيبة مأخذ الريبة, ويزج بك في خلافات وصراعات لم تكن يوماً طرفاً من أطرافها. مؤذٍ أن تكون حبة قمح في رحى حرب خفية وقذرة على الغالب.”
“أحياناً, يكون الضحك نافذة لتمرير أشياء لا علاقة لها بالمرح والدعابات: الألم, والصدمة, والحرج, والدهشة, والانبهار, والسخرية السوداء , والحقائق التي تأتي متأخرة على الدوام .”
“لو أننا نولد ويجيء معنا دليل مصورّ, نفتحه فنقرأ فيه: كيف يمكن تشغيلنا؟ وإطفائنا؟ وإعادة شحننا؟ وطرق تحسين أدائنا وأفضل أساليب حفظنا؟”
“الشيخوخة تخيفيني كذلك , أخاف أن أصاب بالشلل أو أخرف مثلاً , بحيث يصير قضاء حوائجي والعناية بجسدي مهمة شخص سواي, أصلي لله على الدوام أن أموت قبل أن أرى فزعي هذا حقيقة.”
“أنا بالأصل لا أحتاج أسباباً ضخمة ومقنعة لأقلق. القلق فعل وجودي لي, سمة حقيقية لأناي, فعل حادّ وشرس لا أتمكن معه من تطبيق شيء من تعليمات كتاب: ((دع القلق وابدأ الحياة)), أو أنه لا فعل, بل مجرد ردّ فعل في ظلّ خيارات محدودة ومحجمة.”
“البكاء مدعاة للسخرية وجالب للنصيب الأشد وجعاً من النكات الطازجة وأذى القلب, وأنا لست بحاجة إلى وصمة عار تلزمني مثل حشرة طنانة.”
“الموتى لا يقولون. كلمتهم الأخيرة: موتهم. الموتى لا يقولون. إنهم يمددون خطوتهم نحو عوالم ما ولجناها من قبل ولا يعودون, يبالغون في الصمت, تاركين لنا مساحة معلنة للحديث والشكوى والصراخ والبكاء والتجديف على الله وكلّ أشكال الرفض غير المجدي. إنهم يحدقون إلى الفراغ, في المدى المطلق محكمين قبضتهم على كلّ ما لا نعرفه بعد, غير متواطئين معنا ليسربوا لنا من هناك بصيص ضوء أو حل أحجية واحدة. إنهم يوصدون الباب بصلف, يصفعونه بكلّ طاقة حياتهم عوضاً من أن يمتصها ملاك الموت, فلا يتسنى لنا ثقب مفتاح أو فرجة تحتية لنستكشف السرّ الكبير الذي لا يريد أحدٌ أن يشاركنا في تفاصيله .”
“على مقربة من رأس السنه , يرتدي العالم كله معطفاً قاتماً , يشرع في الغمغمة والبكاء , والبرد يحفر خطوطاً طولية وعرضية كيفما اتفق فوق عظامي .”
“الذاكرة لا تملك ساقين تأخذانها عكس الريح.”
“الُعزلَة مطمئنة, إنها تعطيني مساحة كافية لأقترب ماشئت , وأبتعد ماشئت . ان تختار عزلَتك, لا يعني ان تكف عن الحضور في قلب العالم, إنها في أبسط أشكالها,تعني ان تحضر بإختيارك, وان تباشر حضورك ضمن حدودك الخاصة بحيث لايسع احدا أن يسرقك من ذاتك على غفلة, أو يشكل وجهك وفق مايريد, أو يؤذيك أو يلوي عنق بوصلتك.”
“أنتقل إلى عالم أعلى, أغيب وأتتبع دهاليز وبوابات وممرات سرية لا توجد إلا في عقلي أتتبع تفاصيلها ومعطفاتها محاولة أن ألتصق بها ان أفرك عليها أصابعي فأجلوا حقيقتها”
“إننا لا نبقى لأى علاقة فرصة إذا جعلنا نقطتها الأولى أفضل نقاطها”
“لم يكن الندم فعلاً مدرجاً فى قائمة حياتى.أن أفعل الشئ أو لا أفعله,وفى الحالتين لا أخسر الكثير,تجربة وقد خضتها فتعلمت منها. الندم يعني أن أتراجع عما فعلت, أن أمحو تجربة, أن أسحب لبنه من بنائي, وما من بناء يظل قائماً عندما يفقد لبنه من أساسه.”
“لماذا روحك غائبة؟ ليس عندي روح يا دارين .أكلها الآخرون ، العابرون والمارة والذين ظننت أني أحببتهم وأحبوني”
“هل تعرفين ما هي مشكلتك؟أنت تؤمنين بنفسك إيمانا يدفعك إلي الكفر بكل أحد سواكأنا استثناؤك,و الاستثناءات لا تخرق القاعدة.”
“غير أن أمنياتي الحقيقية ثلاث:أتمني ألا يظل خوفي صخرة سيزيف أحمله وهنا علي وهن و يهوي بي, أتمني ألا يضمحل شغفي بالحياة, و التجربة بكل أثمانها الباهظة,أتمني ألا أندرج في قائمة البؤساء و المحبطين الزائدين عن سعة الأرض, أتمني ألا أقترف خطيئة الموت.أتشبث كثيرا بفكرة أن غدا سيكون أفضل من اليوم, بغض النظر عما كان عليه هذا اليوم, و مع أني أصاب بخيبات كثيرة,حين لا تكون ملامح غدي مختلفة, ما زلت متمسكة باليقين الوحيد الذي أملكه”
“كبرت كثيرا هذا العام,كبرت أكثر من ثلاثمئة و خمسة و ستين يوما. تماهيت مع انكساراتي,و تساويت مع خيباتي, و تصالحت تماما مع قابليتي للهزيمة و قدرتي علي الخذلان, و خرجت منه ليس كما دخلت إليه.لم تعد عندي رغبة في أي مكتسبات آنية, أو محافل ضوء, أو أصدقاء جدد. كبرت كما يكبرون!!”
“معبأ بالآخرين من دون أن يقطنه أحد”
“ما زلنا عالقين, ما زلنا نعود أو لا نعود”
“كثيرا ما اعتقدت أن الأسي الذي يقضي علي علاقة ما, قادر أيضا علي استعادتها, يحط علي مخداتنا حين نصحو, و يختم أعيننا قبل أن ننام,و يأتي بأولئك الذي غادرونا أو غادرناهم محملين به, يأتينا بهم, يصحبهم في كل حضوره الثقيل. ثقيل حضور الأشياء التي لا تنسي,و لا تعطينا فرصة تجاهلها.”
“كم نميل الى تذكر الاشياء بصورة مثالية لمجرد ان انتهاءها يستدعى منا المزيد من اللطف حيالها , مندرجين تحت طائلة "اذكروا محاسن موتاكم”
“كبرت كثيراً هذا العام، كبرت أكثر من ثلاثمئة و خمسة و ستين يوماً، تماهيت مع انكساراتى، و تساويت مع خيباتى، و تصالحت تماماً مع قابليتى للهزيمة، و خرجت منه ليس كما دخلت إليه. كان هذا عام وهنى، عام حصاد يبابى، عام الخراب و الروح المعطوبة، و الغرغرينا فى أطراف القلب.”
“فى العالم الافتراضى فرصة سانحة ليفرغ الجميع صناديق قمامتهم على أبواب جيرانهم، مثلما فيه فرص ليغتسل الواحد من اوساخه. العالم الافتراضى يأخذ طريقه ليشبه العالم الحقيقى يوماً بعد يوم، أكثر فأكثر، و لذا يفقد بريقه القديم و يكف عن أن يكون وطناً أو حلماً صغيراً، و لم لا يفعل و هو يدار بالعقول نفسها التى تدير الأرض و تصوغ عالمها.”
“صوته المجروح هذا عبث فى داخلى و لم يُعد ترتيبى مطلقاً، إنه وقع رجل غير رتيب على امرأة لم تظفر يوماً إلا باشيائها الرتيبة، و حدودها المغلقة و قوانينها الصارمة، هذا ما يجيد الرجل أن يفعله و لا يُزاحم فيه، أن يجعل من المرأة امرأة، و لا سوى ذلك.”
“إن الأسى الذى يقضى على علاقة ما، قادر أيضاً على استعادتها، لأنه لا يغادرنا، و ياتى بأولئك الذين غادرونا أو غادرناهم محملين به، ثقيل حضور الاشياء التى لا تُنسى، و لا تعطينا فرصة تجاهلها.”
“و حين سمعت صوته على الهاتف، صوته المجروح بلا سبب، آمنت أن للبعيدين فتنة لا تأتى بمثلها الاشياء القريبة السهلة.”
“أخاف من هؤلاء الذين يمنحوننى ذاكرة و تاريخاً. أخاف لأنهم يمنحونى شيئاً يبقى معى بعد أن يرحلوا، كذلك أخاف من بطاقات المعايدة و الهدايا و الرسائل، كل الحصارات الصغيرة التى لا ننتبه لأثرها علينا إلا متأخرين، و إذا كان بامكانى التخلص من الهدايا، فكيف يمكننى أن أخلى فكرى من أصواتهم العالية؟”
“إن الحياة فى مجملها منحنى دائرى مكرر، نقاطه المتفوقة نسخ معكوسة من نقاطه السالبة، الحياة مجرد معادلات مكتوبة سلفاً.”
“المنسيون مثل الموتى لا يعودون أبداً”
“يفترض بالحكايات القصيرة ألاّ تخلّف حزناً كثيراً , يُفترض بالعابرين أن يمرّوا خفافاً , من المفترض أن نظلّ صديقين وأن يترك نافذنه مضيئة لي في أشدّ الليالي حلكة والممرات التي لا تفضي إلى جهة , لكن لا تطايق الأشياء افتراضاتنا وتوقعاتنا السابقة”
“السيئات تُذكر فى حين يُنسى العمل الطيب، و الناس تريد أن تصدق الأقاويل و بعضهم يشكك لأنه لا يحسن الظن، و آخرون لأن مصالحهم تحتم عليهم أن لا يكونوا عادلين معنا، و آخرون لأن عداواتهم لا تعرف ماذا يعنى أن تكون العداوة مشرفة.”
“آمنتُ أنّ للبعيدين فتنة لا تأتي بمثلها الأشياء القريبة السهلة”
“مجرد توضيح علاقتنا المتناقضة جداً و الصعبة شأن لا استطيع القيام به، كيف للأمان أن يجىء ممن تدرك قدرته على ايذائك؟ ألأنك تدرك ذلك، تعد نفسك له جيداً؟ يكون الأذى متوقعاً و انت متأهب له مسبقاً فيأتى عندئذ غير صادم؟ انت تجعل نفسك على هذه المقربة من مصدر أذاك و تبقى اطمئنانك، فأنت على الأقل تعرف الجهة التى ستشرّع لها خاصرة أوجاعك.”
“كم هو فعل الحب مرهق جداً، فى أى صورة جاء؟ و تحت أى تصنيف أدرج؟ كم هى العلاقات الانسانية معامل لانتاج الطاقة، أو اسباب لاستهلاكها. تستنزفنى الحاجة و أنا اكره ان أذعن لحاجاتى.”
“من المجدى أحياناً أن تكون فاعلاً فى ترتيب ألمك و تقليم أظافره، بدلاً من كونك متلقياً سلبياً للآلام التى يسببها لك الآخرون.”