“المرافق الغريب الذي لا نعرفهاقتلع خطواتنا من أقدامنا ورماها في النهرصارت أقدامنا في مكانوخطواتنا في مكان آخر يتقاذفها ماءلا نعرفه أيضاً.مَن جاء بالمرافق إلينا مَن قال نريد رفيقاً؟نَبَتَ هكذا فجأةً من تيهتيهِ الرحلة أو تيهِ سؤالٍ قد يكونخرج من فمِ واحدٍ يمشي بيننافقال "رفيقاً"ويقصد عطش المسافة، أو الاستراحة.لكنَّ ما حدث أنَّ الرفيق جاءرمى خطواتنا في النهرواختفى.”
“حين أراد القاعد أن يمشيواثبٌ من مكان إلى مكانحاملاً بندقيّةً ومحاولاًأن يحوّل حلمه إلى طيرإلى فراشة، ذبابة، صرصارحاملاً شبكةً، صفّاقةً، حذاءًلكي يقتله.يركض من مكان إلى مكان صافقاًُ هنا وهناكيقتل ذبابةً فتنبتُ فراشةيقتل فراشةً فينبت طير.قذفه حلمُه في الريحكان جالساً، فأراد مشياً وضاع حَلِمَ المسافاتففقد الأمكنة.واثبٌ حاملاً أيَّ شيء في طريقهكي يقتل الحلمويستعيد المكان.”
“جلسَ على الشرفةِ مُحاولاً أن يستعيدَ وجوهًا ليملأَ حواليهِ المقاعدَ الفارغة.”
“مَشَى خطوتيْن ولمسَ نبتةً زرعَها البارحةَ خرجَ نَسْغٌ من يديه إلى عروقِها خرجَتْ من عينيه أوراقٌ إلى غصونها وحينَ أرادَ العودة لم يَبْرَحْ مكانَهُ، كانت قدماهُ تحوَّلَتا جذورًا.”
“طلعوا من تحتِ التراب , وعادوا .فقط ليرسموا ابتسامةً , نسوا أن يتركوها لنا .”
“تدقُّ الرياحُ على بابِهعلى باب قلبه الذي خلعَتْه الرياحُودخلتْولم تجدْ أحدًا”
“أنا أنسى، إذن أنا موجود!جواب جديد، بعد تاريخ طويل من إلغاء الوجود بالفكر والذاكرة.”
“إنني ميتٌ كفاية، ومعي الوقت كي أنسج الأحلام. ميت كفاية كي أخترع الحياة التي كنت أريدها.”
“قعد تحت الشجرة وظنَّ نفسه غابةفي الربيع يزهر وفي الشتاء يرتجفوفي الخريفسقطت ورقةوقعدت مكانه.”
“سمعتُهنعم سمعتُه هذا الجرس يدقُّ في رأسي فأَوقفْهأريد أن أنام.أوقف الجرس أرجوكأريد لحظة بعدكي أودّع الذي زارني في الحلموكي أشكر لحافي.”
“ليس العمى هو المتاهة بل الرؤية. الرؤية يا بورخيس، الرؤية. النظرات تقودنا من متاهة إلى متاهة. وكلُّ نظرة تقتل ما تراه، وتقود إلى شيء آخر تقتله نظرةٌ أخرى. الأشياء ضحايا النظرات يا بورخيس.”
“الأسهم المشيرة إلى أمكنة ..توصل إلى أمكنة أخرى”
“العدم فسيح. وتستطيع أن تمدَّ فيه ضحكتك إلى الأبد.”
“هل تتذكرونتلك المسافة الطويلة التي مشيناهاكي نقعد على حجر؟المسافة الطويلة كي نطردالذئابَ التي تأكل الخراف في قلوبنا وكينبقى أبرياء من دم الأرضودم المسافة؟ هل تتذكرون العصافيرالتي أردنا ذات يوم أن تكون بيننا وبينها قربىفزقزقناوانهمر الرصاص علينا؟ تلك المسافةتلك المسافة الطويلة نحو خروفنحو عصفورنحو حجر.”
“كيف للسابح أن يصل والبحر يغرق؟”
“أشمُّ أحيانًا مثلَ هذه الرائحةِ. هؤلاءِ الذينَ غادروني من دونَ أن يطلبوا دمعةً أو كلمةَ وداع. الَّذين انسحبوا بخفَّةٍ من حياتي، كأنَّ ورقةً صغيرةً سقطت في الماء”
“يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الحياةَ صديقٌ صامتٌ، وإذا تَكَلَّمَتْ يُصابُ أحدٌ بالسرطان.”
“ترابٌ يسمعه ولا يراهوصوتٌ يراه ولا يسمعهكأنَّما لا يسمع غير خرسهولا يرى غير عماه.”
“لم يبق للأقدام طريق تألفه وزاوية تتمدّد عليها. درب العودة إلى مكان أليف، بشوق و بطء وفرح، ما عادت ممكنة. صارت ممحوَّة. محتها الخطوات الراكضة وموت الألفة واستحالة العودة. محاها غياب المكان.”
“الذين بلا رغبات هم الأحياء حقًا.لا شيء يقتلهم ولا يتركون ضحايا.”
“أجملنا الراحلون. أجملنا المنتحرون. الذين لم يريدوا شيئًا ولم يستأثر بهم شيء. الذين خطوا خطوةً واحدة في النهر كانت كافية لاكتشاف المياه.أجملنا الذين ليسوا بيننا. الذين غادرونا خفيفين، تاركين، بتواضع، مقاعدهم لناس قد يأتون الآن، إلى هذه الحفلة.”
“في عيونه غيومويحدّق في الأرضعلَّها تمطر *”
“في فمي رغبة مالحةولا أعرف كيف أبصقها *”
“أخبرْهم عن الجنّ الذي يلتهم أطفال القلبعن القلب الذي مهما حَبِلَيبقى عاقرًا *”
“هكذا يكون للفرد حضور.هكذا لا يكون للفرد حضور إلا بغيابه!”
“في السكون غناء جميل. في الصمت دهشة أصوات. حين تجلس وتصمت تكون تخترع أوتارًا جديدة.”
“بعدما قال وداعًا وخرجبقي منه ظلٌّ صغير تصنعه لمبةُ البيتفمشى وراءه.اجتاز البوابة ثم، فجأة، أطفأوا الضوءففقد طريقه.في الصباححين فتحت الخادمة النافذةرأت ظلاًّ يناموحده على الإسفلت.”
“كان لا يخرج إلاَّ في الأيام المشمسة ليكون له رفيق:ظلُّه الذي يتبعه دائمًا.ينظر وراءه ليتحدَّث إليه، ليبتسم له.يلتفت بخفَّةٍ لئلا يغافله على دَرَج ويتسلَّل إلى بيتيخبره حكايات مشوِّقة لئلا يضجر منه هذاالظلّ ويهرب،في الصباح يُعِدُّ كوبين من الحليب، على الغداء يُعِدُّ صحنين،وكان يعود إلى بيته عند غياب الشمسيقعد على حجرويبكي حتى الصباح.”
“لو يصمت العالم الضاجُّ، قليلاً. ماذا يحدث لو صمت العالم؟ لو اختفى ضجيج البشر لحظة؟ أما كانت الأرض تستعيد بعض فتوَّتها، بعض صحتها؟”
“الذين يصمتون يرتفعون عن الأرض قليلاً، لا تعود أقدامهم وأجسادهم ملتصقة بها. الذين يصمتون ينسحبون من جمهرة الأرض كي يحتفوا بذاتهم. كأنَّ الاحتفاء بالذات لا يتمُّ إلا بالعزلة. كأنَّ الاحتفاء بالحياة لا يكون إلا بالصمت.”
“ليس ممكنًا، بعد، أن تكون حاضرًا مع آخرين، لا بينهم ولا فيهم. لم يعد لديك كلام لهم ولم يعد لديهم كلام لك. إذا تكلّمتَ لا تتكلم إلا مع ذاتك ولو ظننتهم يصغون. وإن تكلّموا لا تسمع إلا صوتك ولو اعتقدوا أنك تصغي. لا تكون إلا فيك ولو كنت في جمهرة. ولا يكونون معك ولو كنت بينهم... لستَ إلا منفيًا وليسوا إلا منفيين.”
“الذين أقاموا طويلاً معنا تركوا بقعًا على قماش ذاكرتنا لا نعرف كيف نمحوها.بقع مؤلمة،أينما كان على المقاعد، بحيث لم يعد يمكننا الجلوس.المقيمون طويلاً يسلبون مقاعدنا. يحوّلون أثاث بيوتنا إلى قِطعٍ منهم. بحيث نجلس، إذا جلسنا، على ضلوعهم، على عظامهم.يسحق المقيمون المقيمين. أما العابرون فلا يسحقون أحدًا ولا أحد يسحقهم. لا يطأون على كائنات ولا يُثقلون خطوًا على أرض. حتى الهواء لا يلمحهم غير لحظة.”
“فالعالم، الذي لا يُملك، له سرٌّ لامتلاكه، هو: رفضه !”
“من كلِّ محطة في الأرضالعرباتُ مقبلةٌكأسماء واضحة في ملفّات التعاسة,والنهارسوق المراياجدرانٌ مزهرة أكثر ممّا ينبغيوالعيونُ غيومسقطتْ”
“بعدما قال وداعًا وخرجبقي منه ظلٌّ صغير تصنعه لمبةُ البيتفمشى وراءه.اجتاز البوابة ثم، فجأة، أطفأوا الضوءففقد طريقه.في الصباححين فتحت الخادمة النافذةرأت ظلاًّ يناموحده على الإسفلت.”
“على زُجاجِ نافذتي أصدقاءُ، لكنَّهُمْ يتموَّهونَ بسُرْعَةٍ كَمَنْ يركضُ في الضبابِ، ثم يتلاشون.”
“حينَ نمشي، لا تشعرُ الدروبُ بناوإذا انهمرَ مطرٌ تكونُ في مكانٍ آخرتَدْمَعُ عيونٌ”
“وحينَ دخَلْنا البحرَنبتَتْ لبعضِنا حراشِفُوبعضُنا تشبَّثَ بالصخورِوصارَ صَدَفًا.”
“كانَ بيننا، ذاتَ يومٍ، قَسَمٌ ألاَّ نفترِقَشرَّعْنا الأبوابَ والنوافذَدَعَوْنا الجيرانَ والمارَّةَ والنسيمَورطوبةَ العُشْبِ كي تدخلَوتتدفَّأَ عندنا،كانَ بيننا قلبُ لَوْزٍاقتسمناهُ على الطريقودخلْنا.”
“ذاكَ النهارتحتَ سنديانةِ الساحةظَلَّ فقط مقعدان حجريّان فارغيْن،كانا صامِتَيْنينظران إلى بعضهماويَدْمَعان.”
“يمشونَوحينَ يتعبون يفرشون نظرةًوينامون.”
“ألا يمكنني أن أزهولأنَّ قدميَّ هنا، أماميوصديقتان! ”
“ لا يمكنه فعل شيءالهرَّة وحدها تجلس قربهيدغدغها، يداعب صوفها الناعم، يقول لها كلمةلا تعني شيئًا ولكن فقط كي يسمع صوته”
“هل هذا منظرٌ لائق؟في يدي يومٌ قتيلوأريد أن أدفنه بهدوء.”
“وحدث أني في أحد الأياماكتشفتُ الصبر تحت شجرة”
“الذكرى ثلجلا يُضمن الوقوفُ فوقه طويلاًإرحل.”
“حديقتي أصغرُ من جنينليس فيها غيرُ ورقةِ السهونبتتْ في غيابك. ”
“وجهي يقتله ظلُّهعلى الشرفة.”
“أزقّةُ أيّامي مليئةٌ بالزجاجومثل صبيّ يركضُ عمري حافيًا في عمري. ”
“ سأذهبُ إلى الغابة أقعدُ مع الحطّابينوبفأس دهشتهمأقطعُ أحلامي وألقيها في النار.يقول الحطّابون:اليابسُ يُقطع.”