“ثم انت هنا قابع في سجن الابدية تنتظر شروق شمس انطفأ مركز اشعاعها، وتستمع الى اصوات عصافير خرساء وتتغطى باشجار عارية ... وليس ثمة مكان تلوذ به الا السماء ...”
“كلما رفت اجنحة الحمامة في السماء ، ارسل الله الى قلبي باسمك علامة تجعلني كالمجنون احاول عبثا الطيران واصرخ ها هنا رسمت حبيبتي لي ابتسامة ، واحلم غداة القاكِ ان افيق من الحلم على عينيك”
“ثم يا هذا ، نعم لن اناديك باسمك بعد اليوم ، فما عرّفت به نفسك سابقا ، لم يكن سوى قناعا امتطيته ، لتعطي لنفسك بطاقة مرور عبر بحاري ، ولكن ليس هذا ما يقلقني ، بل كيف سمحت لك ان تمر عبر بحري الذي لاحياة فيه اصلا ، كيف سمحت لك ان تبذر فيه الاعيبك ، كان ينبغي الا اجيزك مرورا ، ولكني لست مثلك ، لا اتجاوز ماضٍ مر من هنا ، سامحوك من ذاكرة السفينة ، ايها الاحمق ، الا تدري بان البحر لا ذاكرة له ؟ كم كنتَ أحمقا ...”
“في العراق يقص الطير جناحاته خوف الارتفاع الى السما ،،،، فهناك تحتضر القضية ...”
“أ تبكي ؟ يضحكني بكاءك كثيرا ، لقد بكيتَ حتى لم يعد للبكاء طعم ، كفاك تلعب هذا الدور ، انت اخترت ان تكون ضحية ، انت حملت السفينة كل الامك ، حتى اثقلت البحر همومك ، ايها الاحمق ، لن اناديك سوى احمق ، ليتك تنظر لنفسك في المرآة يوما ، ولكن لحظة ، ماذا ستفعل حينها ، اي وجه سترى ، كيف ستعرف من انت من بين الوجوه الكثيرة التي ستظهر امامك ؟ وماذا ستفعل بعد ان تسقط كل تلك الوجوه عنك ؟ من اين لك بجديد ؟ ماذا ستخترع هذه المرة ؟”
“آلآن و قد كنتُ قبلُ اخبرك ، الا تكون مجنونا ، ان تكون عاقلا ، على طبيعتك ، على سجيتك ، لاتخترع صورا لست فيها ، لاتمزج الجد بالهزل ، لاتطيل النظر في الاحداث ، كن بسيطا ، طيبا ، كن ساكنا ، اخبرني عن لحظة واحدة فقط عشت فيها معك ولم تجعلني اقلق احزن ابكي ؟ كم مرة حاسبتني على ما لم افعل ؟ كنت تدعي فهمي وتدعي معرفة ما يجول في خاطري ، يا احمق ، انك لم تعرف عني اكثر من هذا الحرف ، انت لا تسوى عندي اليوم شروى نقير... خير لك ان تغادر الان ، فقد تعبت من الكلام ... واتركني لا اريد ان اسمع او ارى اي شيء عنك .”
“حكاية لم تبدأ "عند قمة الاشتياق في منعطف الوجد تحت ظل البنفسج ، عند ازاهير اللازورد ، حاملا بيديه قلبه المزخرف بروحها مكتوب عليه ترنيمة قديمة عثر عليها في ليلة ليلكية في عمق نينوى ، انتظر ولم يكن يعلم انه ينتظر كان هناك جالسا يسترق النظر الى ضوء يصدر من اطراف شجرة كان يألفها جدا ، كأنه رآها يوما ، بدأت الشجرة تصدر صوتا اقترب واقترب واقترب الصوت حتى اصبح لا يسمع سواه ،،،، هنا ظهرت وكان الشمس اشرقت مرتين ، تسير بخفة نورها يطغى على كل المكان ،،، ثوبها الطويل يتمايل باطرافه التي تصدر نور مبعثه خيط ذهبي ،،، اجتمعت كل الفصول ، دفء الشتاء في حضور الامل ، البرد في الصيف ، جريان الخريف ،،، جنون المطر ، حتى هفوات القمر المرسوم في عمق ارض البوح ،،،، كانها اكبر من هذا الكون بدت للوهلة الاولى كانها تطير بلا اجنحه ،،، كانت الفراشات حولها تشع بنور منها ،،، طيور ما اجملها ،،، ادنت راسها منه اقتربت واقتربت واقتربت واقتربت حتى اصبح كانه جزء منها ، امتزجا بروح واحدة لم يعد يفرقهما ششيء ، حتى الغابة اصبحت باطرافهم منسدلة ،،، حملته بين ذراعيها وطارت به ، وهي تهمس له بهدوئها : اهدأاغمض عينيه ونام غطته بشعرها وافترش ذراعيها كما الطفل”