“حين لم اعرف كيف اصنف وجودها ؛ كنت دائما ابحث عن القمر ، اغوص فيه اتغنى فيه ، احاوره ، انتظره ، انظر اليه ، وحين صنفت وجودها ، وجدتها تشبه القمر ، لا ، لاكون دقيقا اكثر ، فالقمر هو من يشبهها ، ولكن حين بدأت ، لم احتمل ان يظهر ان اسمها (قمر ) ...وعاجز الان كيف اصنف وجودها”
“هل تعلمين عندما قلت: "اني ارغب بان اصنف وجودكِ رغم انك من العدم"الان صنفت وجودك فانت خرجت من العدم.وعندما بدأت اشعر بوجودك وجدتك”
“ثم يا هذا ، نعم لن اناديك باسمك بعد اليوم ، فما عرّفت به نفسك سابقا ، لم يكن سوى قناعا امتطيته ، لتعطي لنفسك بطاقة مرور عبر بحاري ، ولكن ليس هذا ما يقلقني ، بل كيف سمحت لك ان تمر عبر بحري الذي لاحياة فيه اصلا ، كيف سمحت لك ان تبذر فيه الاعيبك ، كان ينبغي الا اجيزك مرورا ، ولكني لست مثلك ، لا اتجاوز ماضٍ مر من هنا ، سامحوك من ذاكرة السفينة ، ايها الاحمق ، الا تدري بان البحر لا ذاكرة له ؟ كم كنتَ أحمقا ...”
“لااعلم لماذا ارغب بان اصنف وجودكِ رغم انكِ مثل العدم.فعندما بدأت اشعر بوجودكِ غبتِ”
“في الذكرى الثالثة للموتسيدتي ،،،كل عام وحبنا يقطر الما ،،، كنت قبل اليوم اعزف أوتارا من البهجة ،، أتزين كل يوم ،، اسرق عطرا من الشمس ،،اسير وانا اعلم ان نهاية مساري انتِ ، ارسم ابتسامتي على الطرقات ،،، اتحدث بكل ثقة ، فانتِ حيث انا ذاهب ،كم كنت استمتع بوجودي قربكِ ، حين نجلس في القاعة نتدارس ، وتلمحنا الدكتورة ، وتبتسم بوجهينا ،، كم كنت اشعر بالسعادة تغمركِ وتنشرينها علي ، لم تحتكري ابتسامة يوما ، كنتِ دوما ترسليها الي.كنت استمتع بخوفك علي ، وصاياكِ العشرة لازلت احتفظ بها ، زهورك ، محارمكِ ، أظافرك ، خصلات شعرك ، لازالت تزين مخدعي ، رسمت وجهكِ على الوسادة ، ووضعت خصلات شعرك عليها ، تلك التي اقتطعتها ليبقى عطركِ عندي دائم الفوح ، حتى وشاحك الذهبي لازلت اخذه معي حيث ذهبت ، لا أضع رأسي على وسادة دونه ، صورك تملأ محفظتي ، وضعت صورتك بجانب صورتي على هويتي التعريفية ، على هوية الجامعة ، وشمتك على صدري.اطالع كلماتك في مفكرتي كل يوم ، ارسم وجهك كل يوم ، اراكِ في حلمي كل يوم ، انتظركِ كل يوم ، ازوركِ كل يوم ، اشعر بك كل يوم . عندما كنا نرسم وجهينا على اوراق الزهرة ، اتذكر تلك الابتسامة التي اطلقتها ، لم ارَ مثلها في حياتي قط ، لازلت اتذكر دمعتك الخائفة علي حين اختفيت ثلاثة ايام عنكِ ، لازلت اذكر ماذا قلتِ لامي ، لازلت اراكِ في امي ، كنتِ بارعة في رسم نفسك عند كل محفل أزوره ، أراك في وجه امي ، في عيني كل طفل ، اراكِ في كل زهرة تتفتح ، عند كل كنيسة ، اعلم كم كنتِ تعشقِ صوت الكنائس.اراكِ عند كل قمر ، أصبحت اعشق القمر سيدتي ، اصبح الناس يدركون انني مجنون بالقمر ، انهم لا يعلمون ماذا يعني لي القمر ، القمر هو انتي سيدتي.اراقب القمر جيدا كل ليلة ، حتى ان اختفى من السماء الجأ الى الوسائل المتاحة لاطيل النظر فيه ، انه انتِ سيدتي.سيدتي ، هل تعلمين انني بدأت ارسمك داخل عيناي ، عندما اغضب من احدهم ، اراكِ فيسيل علي سيل من الهدوء ، نعم اصبحتِ كل شيء ، أصبحت انا.لازلت افكر فيما تفعلين ، ماذا تفعل ياترى الان ، ماذا اكلت ، اي نوع من العطور على شعرها نثرت ، هل افاقت الان ، ام لاتزال نائمة ، ما شكلها الان ، مالونها ، لا افكر الا بكِ. بدأ الناس يملون مني ، لا الومهم لانهم لايعرفون من انتِ سيدتي.اسأل امي كل يوم ، اماه هل تذكرين شكلها كما انا افعل ، تبتسم امي بوجهي وتقول نعم يا بني انها كالشمس حين تبتسم ، اعلم ان امي تقول هكذا لانها تخشى علي من الالم ، واعلم انها تعلم انني الالم نفسه .سيدتي في اتصالك الاخير ، للاطمئنان علي ، ادركت انني لا زلت على قيد الحياة ، وانك لاتزالِ ، شعرت بموجة من الالم والبهجة يتدفقان بكل اوصال جسدي.اعلم انك لن تقرأي هذه الكلمات ، لكنني لا استطيع اخفائها اكثر ، انها الذكرى الثالثة سيدتي ، ذكرى الموت الذي لايموت.اليكِ ارسلها عبرهم..........حين اقترب موعد موتتي الرابعة ، اردت ان اذكرك نفسي بموتي الثالث ...”
“آلآن و قد كنتُ قبلُ اخبرك ، الا تكون مجنونا ، ان تكون عاقلا ، على طبيعتك ، على سجيتك ، لاتخترع صورا لست فيها ، لاتمزج الجد بالهزل ، لاتطيل النظر في الاحداث ، كن بسيطا ، طيبا ، كن ساكنا ، اخبرني عن لحظة واحدة فقط عشت فيها معك ولم تجعلني اقلق احزن ابكي ؟ كم مرة حاسبتني على ما لم افعل ؟ كنت تدعي فهمي وتدعي معرفة ما يجول في خاطري ، يا احمق ، انك لم تعرف عني اكثر من هذا الحرف ، انت لا تسوى عندي اليوم شروى نقير... خير لك ان تغادر الان ، فقد تعبت من الكلام ... واتركني لا اريد ان اسمع او ارى اي شيء عنك .”
“ليس صعبا ان تعيش بدوني ، فانت كنتَ تعرف ان لا بد لسفينتنا من مرسى ، كنت تبحر دون ان تضع لنفسك بوصلة تشير الى نهاية الطريق ، وآثرت ان تسير على غير هدى ، حتى اذا جاءت النهاية ، قلت أ بهذه السهولة انتهت رحلتنا ، ثم بدأت تعيد سير المراكب من جديد ، لا لشيء انما لانك تعشق الالم وتحب ان تحزن اكثر مما تحبني ، كنت دوما تبحث عما يبكيك ، عما يجعلك تهوي بنفسك الى المآسي ، كنت تزرع بذور التعب وتسقيها من دمك ، كنت فضا غليظ القلب ، كنت كاذبا محترفا ، حتى كرهت نفسي بنفسي ، كنت دوما اعلم اننا لسنا استثناء ، لكنك تصر على ذلك ، احمق كنتَ ولاتزال”